" صفحة رقم ٢٦٠ "
وهي مدينة ( مَنْفِيسْ ) حيث كان قصر العزيز، فنقل الخبر في بيوت المتصلين ببيت العزيز. وقيل : إن امرأة العزيز باحت بالسر لبعض خلائلها فأفشينه كأنّها أرادت التشاور معهن، أو أرادت الارتياح بالحديث إليهن ( ومن أحب شيئاً أكثر من ذكره ). وهذا الذي يقتضيه قوله :( وأعْتَدت لهن متكئاً ( سورة يوسف : ٣١ ) وقوله : ولئن لم يفعل ( سورة يوسف : ٣٢ ).
والفتى : الذي في سنّ الشباب، ويكنى به عن المملوك وعن الخادم كما يكنى بالغلام والجارية وهو المراد هنا. وإضافته إلى ضمير امرأة العزيز ( لأنه غلام زوجها فهو غلام لها بالتبع ما دامت زوجة لمالكه.
وشَغَف : فعل مشتق من اسم جامد، وهو الشِغاف بكسر الشين المعجمة وهو غلاف القلب. وهذا الفعل مثل كَبَدهُ ورآهُ وجَبَهه، إذا أصاب كَبده ورئته وجَبهته.
والضمير المستتر في ) شغفها ( ل ) فتاها ). ولما فيه من الإجمال جيء بالتمييز للنسبة بقوله :( حبّا ). وأصله شغفها حبه، أي أصاب حبه شغافها، أي اخترق الشغاف فبلغ القلب، كناية عن التمكن.
وتذكير الفعل في ) وقال نسوة ( لأن الفعل المسند إلى ألفاظ الجموع غير الجمع المذكر السالِم يجوز تجريده من التاء باعتبار الجمع، وقرنه بالتاء باعتبار الجماعة مثل ) وجاءت سيارة ( سورة يوسف : ١٩ ).
وأما الهاء التي في آخر نسوة ( فليست علامة تأنيث بل هي هاء فِعلة جمع تكسير، مثل صبية وغلمة.
وقد تقدم وجه تسمية الذي اشترى يوسف عليه السّلام باسم العزيز عند قوله تعالى :( وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته ( سورة يوسف : ٢١ ). وتقدم ذكر اسمه واسمها في العربية وفي العبرانية.