" صفحة رقم ١٤٠ "
به الجبال ( سورة الرعد : ٣١ ) الآيات. ولذلك أردفت الجملة بقوله : لتتلوا عليهم الذي أوحينا إليك ).
والأمّة : هي أمة الدعوة ) فمنهم من آمن ومنهم من كفر ).
وتقدم معنى ) قد خلت من قبلها أمم ( في سورة آل عمران عند قوله :( قد خلت من قبلكم سُنن ( سورة آل عمران : ١٣٧ ). ويتضمن قوله : قد خلت من قبلها أمم ( التعريض بالوعيد بمثل مصير الأمم الخالية التي كذبت رسلها.
وتضمن لام التعليل في قوله :( لتتلوا عليهم ( أن الإرسال لأجل الإرشاد والهداية بما أمر الله لا لأجل الانتصاب لخوارق العادات.
والتلاوة : القراءة. فالمقصود لتقرأ عليهم القرآن، كقوله :( وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ( سورة النمل : ٩٢ ) الآية.
وفيه إيماء إلى أن القرآن هو معجزته لأنه ذكره في مقابلة إرسال الرسل الأولين ومقابلة قوله : ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه ( سورة الرعد : ٧ ). وقد جاء ذلك صريحاً في قوله : أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ( سورة العنكبوت : ٥١ ). وقال النبي : ما من الأنبياء نبي إلا أوتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيتُ وحياً أوحاه الله إلي.
وجملة وهم يكفرون بالرحمان ( عطف على جملة ) كذلك أرسلناك (، أي أرسلناك بأوضح الهداية وهم مستمرون على الكفر لم تدخل الهداية قلوبهم، فالضمير عائد إلى المشركين المفهومين من المقام لا إلى ) أمة ( لأن الأمة منها مؤمنون.
والتعبير بالمضارع في ) يكفرون ( للدلالة على تجدد ذلك واستمراره. ومعنى كفرهم بالله إشراكهم معه غيره في الإلهية، فقد أبطلوا حقيقة الإلهية فكفروا به.


الصفحة التالية
Icon