" صفحة رقم ١٥٤ "
رابعها : أن ادعاءهم آلِهة مجرد كلام لا انطباق له مع الواقع، وهو قوله :( أم بظاهر من القول ).
خامسها : أن ذلك تمويه باطل روجه فيهم دعاة الكفر، وهو معنى تسميته مكراً في قوله :( بل زين للذين كفروا مكرهم ).
سادسها : أنهم يصدون الناس عن سبيل الهدى.
وعُطف ) وصدوا عن السبيل ( على جملة ) زين للذين كفروا مكرهم ). وقرأه الجمهور بفتح الصاد فهو باعتبار كون مضمون كلتا الجملتين من أحوال المشركين : فالأولى باعتبار كونهم مفعولين، والثانية باعتبار كونهم فاعلين للصدّ بعد أن انفعلوا بالكفر. وقرأه عاصم، وحمزة، والكسائيّ، وخلف ) وصدوا ( بضم الصاد فهو كجملة ) زين للذين كفروا ( في كون مضمون كلتيهما جعْل الذين كفروا مفعولاً للتزيين والصدّ.
وجملة ) ومن يضلل الله فما له من هاد ( تذييل لما فيه من العموم.
وتقدم الخلاف بين الجمهور وابن كثير في إثبات ياء ) هاد ( في حالة الوصل عند قوله تعالى :( ولكل قوم هاد في هذه السورة ( ٧ ).
٣٤ ) لَّهُمْ عَذَابٌ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الاَْخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ ).
استئناف بياني نشأ عن قوله :( ومن يضلل الله فما له من هاد ( الرعد : ٣٣ ) لأن هذا التبديد يومىء إلى وعيد يسال عنه السامع. وفيه تكملة للوعيد المتقدم في قوله : ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة ( مع زيادة الوعيد بما بعد ذلك في الدار الآخرة.
وتنكير ) عذاب ( للتعظيم، وهو عذاب القتل والخزي والأسر. وإضافة ) عذاب ( إلى ) الآخرة ( على معنى ) في ).


الصفحة التالية
Icon