" صفحة رقم ١٦١ "
ومعنى ) ما جاءك من العلم ( ما بلغك وعُلّمته، فيحتمل أن يراد بالموصول القرآن تنويهاً به، أي لئن شايعَتهم فسألَتنا آية ير القرآن بعد أن نزل عليك القرآن، أو بعد أن أعلمناك أنا غير متنازلين لإجابة مقترحاتهم. ويحتمل اتباع دينهم فإن دينهم أهواء ويكون ما صدق ) ما جاءك من العلم ( هو دين الإسلام.
والوليّ : النصير. والواقي : المدافع.
وجعل نفي الولي والنصير جواباً للشرط كناية عن الجواب، وهو المؤاخذة والعقوبة.
والمقصود من هذا تحذير المسلمين من أن يركنوا إلى تمويهات المشركين، والتحذير من الرجوع إلى دينهم تهييجاً لتصلبهم في دينهم على طريقة قوله تعالى :( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ( سورة الزمر : ٦٥ )، وتأييس المشركين من الطمع في مجيء آية توافق مقترحاتهم.
ومن ( الداخلة على اسم الجلالة تتعلق ب ) ولي ( و ) واق ). و ) من ( الداخلة على ) ولي ( لتأكيد النفي تنصيصاً على العموم. وتقدم الخلاف بين الجمهور وابن كثير في حذفهم ياء ) واق ( في حالتي الوصل والوقف وإثبات ابن كثير الياء في حالة الوقف دون الوصل عند قوله تعالى :( ولكل قوم هاد في هذه السورة ( الرعد : ٧ ).
٣٨، ٣٩ ) ) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِىَ بِئَايَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ).
هذا عود إلى الردّ على المشركين في إنكارهم آية القرآن وتصميمهم على المطالبة بآية من مقترحاتهم تُماثل ما يؤثر من آيات موسى وآيات عيسى


الصفحة التالية
Icon