" صفحة رقم ١٩٨ "
وجعلوا الشك قوياً فلذلك عبر عنه بأنهم مَظروفون فيه، أي هو محيط بهم ومتمكن كمال التمكن.
و ) مريب ( تأكيد لمعنى ) في شك (، والمريب : المُتوقع في الريب، وهو مرادف الشك، فوصف الشك بالمريب من تأكيد ماهيته، كقولهم : لَيل ألْيَل، وشِعر شَاعر.
وحذفت إحدى النونين من قوله :( إنا ( تخفيفاً تجنباً للثقل الناشىء من وقوع نونين آخرين بعد في قوله :( تدعوننا ( اللازم ذكرهما، بخلاف آية سورة هود ( ٦٢ ) ) وإننا لفي شك مما تدعونا :
إذ لم يكن موجب للتخفيف لأن المخاطب فيها بقوله : تدعونا ( واحد.
) ) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِى اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُو اْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ).
) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِى اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُو اْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ).
استفهام إنكاري. ومورد الإنكار هو وقوع الشك في وجود الله، فقدم متعلق الشك للاهتمام به، ولو قال : أشك في الله، لم يكن له هذا الوقع، مثل قول القطامي :
أكفرا بعد رد الموت عني
وبعدَ عطائك المائةَ الرتاعا
فكان أبلغ له لو أمكنه أن يقول : أبعد رد الموت عني كفرٌ.
وعلق اسم الجلالة بالشك، والاسم العَلَم يدلّ على الذات. والمراد إنكار وقوع الشك في أهم الصفات الإلهية وهي صفة التفرد بالإلهية، أي صفة الوحدانية.
وأتبع اسم الجلالة بالوصف الدالّ على وجوده وهو وجود السماوات والأرض الدالُّ على أن لهما خالقاً حكيماً لاستحالة صدور تلك المخلوقات