" صفحة رقم ٢٠٥ "
، ١٤ ) ) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الاَْرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذاَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِى وَخَافَ وَعِيدِ ).
) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ( ) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الاَْرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذاَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِى وَخَافَ وَعِيدِ ).
تغيير أسلوب الحكاية بطريق الإظهار دون الإضمار يؤذن بأن المراد ب ) الذين كفروا ( هنا غير الكافرين الذين تقدمت الحكاية عنهم فإن الحكاية عنهم كانت بطريق الإضمار. فالظاهر عندي أن المراد ب ) الذين كفروا ( هنا كفار قريش على طريقة التوجيه. وأن المراد ب ) رُسُلِهم ( الرسولُ محمّد ( ﷺ ) أجريت على وصفه صيغة الجمع على طريق قوله :( الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون في سورة غافر ( ٧٠ ). فإن المراد المشركون من أهل مكة كما هو مقتضى قوله : فسوف يعلمون وقوله : لقد أرسلنا رسلنا بالبينات إلى قوله : وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ( سورة الحديد : ٢٥ )، فإن المراد بالرسل في الموضعين الأخيرين الرسول محمد عليه الصلاة والسلام لأنه الرسول الذي أنزل معه الحديد، أي القتال بالسيف لأهل الدعوة المكذبين، وقوله : فكذبوا رسلي في سورة سبأ ( ٤٥ ) على أحد تفسيرين في المراد بهم وهو أظهرهما.
وإطلاق صيغة الجمع على الواحد مجاز : إما استعارة إن كان فيه مراعاة تشبيه الواحد بالجمع تعظيماً له كما في قوله تعالى : قال رب ارجعون ( سورة المؤمنون : ٩٩ ).
وإما مجاز مرسل إذا روعي فيه قصد التعمية، فعلاقته الإطلاق والتقييد. والعدول عن الحقيقة إليه لقصد التعمية.
فلا جرم أن يكون المراد بالذين كفروا ( هنا كفار مكة ويؤيده قوله بعد ذلك ) ولنسكننكم الأرض من بعدهم ( فإنه لا يعرف أن رسولاً


الصفحة التالية
Icon