" صفحة رقم ٢٢٢ "
وجملة ) إن الظالمين لهم عذاب أليم ( من الكلام المحكي عن الشيطان. وهي في موقع التعليل لما تقدم من قوله :( ما أنا بمصرخكم (، أي لأنه لا يدفع عنكم العذاب دَافع فهو واقع بكم.
) ) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ).
عطف على جملة ) وبرزوا لله جميعاً (، وهو انتقال لوصف حال المؤمنين يومئذٍ بمناسبة ذكر حال المشركين لأن حال المؤمنين يومئذٍ من جملة الأحوال المقصودة بالوصف إظهاراً لتفاوت الأحوال، فلم يدخل المؤمنون يومئذٍ في المنازعة والمجادلة تنزيهاً لهم عن الخوض في تلك الغمرة، مع التنبيه على أنهم حينئذٍ في سلامة ودعة.
ويجوز جعل الواو للحال، أي برزوا وقال الضعفاء وقال الكبراء وقال الشيطان إلخ وقد أدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات، فيكون إشارة إلى أنهم فازوا بنزل الكرامة من أول وهلة.
وقوله :( بإذن ربهم ( إشارة إلى العناية والاهتمام، فهو إذن أخص من أمر القضاء العام.
وقوله :( تحيتهم فيها سلام تقدم نظيره في أول سورة يونس.
٢٦ ) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى السَّمَآءِ تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ


الصفحة التالية
Icon