" صفحة رقم ٩١ "
وعطف على هذه الجملة جملة ) وأولئك الأغلال في أعناقهم ( مفتتحة باسم الإشارة لمثل الغرض الذي افتتحت به الجملة قبلها فإن مضمون الجملتين اللتين قبلها يحقق أنهم أحرياء بوضع الأغلال في أعناقهم وذلك جزاء الإهانة. وكذلك عطف جملة ) وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ).
وقوله :( الأغلال في أعناقهم ( وعيد بسوقهم إلى الحساب سوق المذلة والقهر، وكانوا يضعون الأغلال للأسرى المثقلين، قال النابغة :
أو حُرّة كمهاة الرمل قد كُبلت
فوق المعاصم منها والعراقيب
تدعو قعينا وقد عض الحديد بها
عض الثقاف على صمّ الأنابيب
والأغلال : مع غُل بضم الغين، وهو القيد الذي يوضع في العنق، وهو أشد التقييد. قال تعالى :( إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل ( غافر : ٧١ ).
وإعادة اسم الإشارة ثلاثاً للتهويل.
وجملة هم فيها خالدون ( بيان لجملة أصحاب النار.
٦ ) ) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (
جملة ) ويستعجلونك ( عطفٌ على جملة ) وإن تعجب ( ( الرعد : ٥ )، لأن كلتا الجملتين حكاية لغريب أحوالهم في المكابرة والعناد والاستخفاف بالوعيد. فابتدأ بذكر تكذيبهم بوعيد الآخرة لإنكارهم البعث، ثم عطف عليه تكذيبهم بوعيد الدنيا لتكذيبهم الرسول ( ﷺ ) وفي الاستخفاف بوعيد نزول العذاب وعَدّهم إياه مستحيلاً في حال أنهم شاهدوا آثار العذاب النازل