" صفحة رقم ١٢٩ "
والجَرم بالتحريك : أصلهُ البُدُّ. وكثر في الاستعمال حتى صار بمعنى حَقّاً. وقد تقدّم عند قوله تعالى :( لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون في سورة هود ( ٢٢ ).
وقوله : أن الله يعلم ( في موضع جرّ بحرف جرّ محذوف متعلق ب ) جَرَم ). وخبر ) لا ( النافية محذوف لظهوره، إذ التقدير : لا جرم موجودٌ. وحذْف الخبر في مثله كثير. والتقدير : لا جرم في أن الله يعلم أو لا جرم من أنه يعلم، أي لا بدّ من أنه يعلم، أي لا بدّ من علمه، أي لا شكّ في ذلك.
وجملة ) أن الله يعلم ( خبر مستعمل كناية عن الوعيد بالمؤاخذة بما يخفون وما يظهرون من الإنكار والاستكبار وغيرهما بالمُؤاخذة بما يخفون وما يظهرون من الإنكار والاستكبار وغيرهما مؤاخذةَ عقاب وانتقام، فلذلك عقب بجملة ) إنه لا يحب المستكبرين ( الواقعةِ موقع التعليل والتذييل لها، لأن الذي لا يحب فعلاً وهو قادرٌ يجازي فاعله بالسّوء.
والتعريف في ) المستكبرين ( للاستغراق، لأن شأن التذييل العموم. ويشمل هؤلاء المتحدّث عنهم فيكون إثبات العقاب لهم كإثبات الشيء بدليله.
، ٢٥ ) ) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُو اْ أَسَاطِيرُ الاَْوَّلِينَ لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ ).
و ) إذا قيل لهم ( عطف على جملة ) قلوبهم منكرة ( سورة النحل : ٢٢ )، لأن مضمون هذه من أحوالهم المتقدم بعضُها، فإنه ذُكر استكبارهم وإنكارهم الوحدانية، وأتبع بمعاذيرهم الباطلة لإنكار نبوءة محمد وبصدّهم الناس عن اتّباع الإسلام. والتقدير : قلوبهم منكرة ومستكبرة فلا يعترفون


الصفحة التالية
Icon