" صفحة رقم ٣٣٧ "
خلق ثانٍ. و ( ما ) مصدرية، أي كخلقنا إياكم المرة الأولى، قال تعالى :( أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد ( ق : ١٥ ). والمقصود التعريض بخطئهم في إنكارهم البعث.
والإضراب في قوله : بل زعمتم ألن نجعل لكم موعداً ( انتقال من التهديد وما معه من التعريض بالتغليط إلى التصريح بالتغليط في قالب الإنكار ؛ فالخبر مستعمل في التغليط مجازاً وليس مستعملاً في إفادة مدلوله الأصلي.
والزعم : الإعتقاد المخطىء، أو الخبر المعرَّض للكذب. والموعد أصله : وقت الوعد بشيء أو مكان الوعد. وهو هنا الزمن الموعود به الحياة بعد الموت.
والمعنى : أنكم اعتقدتم باطلاً أن لا يكون لكم موعد للبعث بعدا لموت أبداً.
٤٩ ) ) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ ياوَيْلَتَنَا مَا لِهَاذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ).
جملة ) ووضع الكتاب ( معطوفة على جملة ) وعرضوا على ربك ( الكهف : ٤٨ )، فهي في موضع الحال، أي وقد وضع الكتاب.
والكتاب مراد به الجنس، أي وضعت كتب أعمال البشر، لأن لكل أحد كتاباً، كما دلت عليه آيات أخرى منها قوله تعالى : وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً اقرأ كتابك ( الإسراء : ١٣ ١٤ ) الآية. وإفراد الضمير في قوله : مما فيه ( لمراعاة إفراد لفظ ( الكتاب ). وعن الغزالي : أنه قال : يكون كتاب جامع لجميع ما هو متفرق في الكتب الخاصة بكل أحد. ولعله انتزعه من هذه الآية. وتفرع على وضع الكتاب بيان حال المجرمين عند وضعه.
ذكر