" صفحة رقم ٢٠٨ "
٢٣ ) ) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُو
ءٍ ءَايَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ ءَايَاتِنَا الْكُبْرَى (
هذه معجزة أخرى عَلمه الله إياها حتى إذا تحدّى فرعون وقومه عمل مثل ذلك أمام السحرة. فهذا تمرين على معجزة ثانية مُتّحِد الغرض مع إلقاء العصا.
والجناح : العضد وما تحته إلى الإبط. أطلق عليه ذلك تشبيهاً بجناح الطائر.
والضمّ : الإلصاق، أي ألصق يدك اليمنى التي كنت ممسكاً بها العصا. وكيفية إلصاقها بجناحه أن تباشر جِلدَ جناحه بأن يدخلها في جَيْب قميصه حتى تماس بَشرة جنبه، كما في آية سورة سليمان :( وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ( ( النّمل : ١٢ ). جعل الله تغيّر لون جلد يده مماستها جناحه تشريفاً لأكثر ما يناسب من أجزاء جسمه بالفعل والانفعال.
و ) بيضَاءَ ( حال من ضمير ) تَخْرُجُ (، و ) مِنْ غيرِ سُوءٍ ( حال من ضمير ) بَيْضَاء ).
ومعنى ) مِنْ غير سُوءٍ ( من غير مَرض مثل البَرص والبَهق بأن تصير بيضاء ثم تعود إلى لونها المماثل لونَ بقية بشرته. وانتصب ) آيةً ( على الحال من ضمير ) تَخْرُجُ ).
والتعليل في قوله ) لِنُريكَ مِن ءَاياتِنَا الكُبْرى ( راجع إلى قوله ) تَخْرُجُ بَيْضَاءَ (، فاللام متعلّقة ب ) تَخْرُجُ ( لأنّه في معنى نجعلها بيضاء فتخرج بيضاء أو نخرجها لك بيضاء. وهذا التعليل راجع إلى تكرير


الصفحة التالية
Icon