" صفحة رقم ٢٦٠ "
بأن الله ينجز له ما أرسله لأجله لكنه لا مانع من أن يستدرج الله الكفرة مدّة قليلة لإظهار ثبات إيمان المؤمنين، كما قال لرسوله ( ﷺ ) ) لا يَغُرنك تقلُّب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ( ( آل عمران : ١٩٦، ١٩٧ ).
وعبّر عن العصا ب ) مَا ( الموصولة تذكيراً له بيوم التكليم إذ قال له :( وما تلك بيمينك يا موسى ( ( طه : ١٧ ) ليحصل له الاطمئنان بأنها صائرة إلى الحالة التي صارت إليها يومئذ، ولذلك لم يقل له : وألق عصاك.
والتلقّف : الابتلاع. وقرأه الجمهور بجزم ) تلقّفْ في جواب قوله وَأَلْقِ ). وقرأه ابن ذكوان برفع ) تلقّف على الاستئناف.
وقرأ الجمهور تلَقّف بفتح اللام وتشديد القاف.
وقرأه حفص بسكون اللاّم وفتح القاف من لقِف كفرِح.
وجملة إنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ ( مستأنفة ابتدائية، وهي مرَكبّة من ( إنّ ) و ( مَا ) الموصولة. و ) كيد ساحر ( خبر ( إنّ ). والكلام إخبار بسيط لا قصر فيه. وكتب ( إنما ) في المصحف موصولة ( إنّ ) ب ( ما ) الموصولة كما توصل ب ( ما ) الكافّة في نحو ) إنما حرّم عليكم الميتة ( ( البقرة : ١٧٣ ) ولم يكن المتقدمون يتوخّون الفروق في رسم الخط.
وقرأ الجمهور ) كيد ساحر بألف بعد السين. وقرأه حمزة، والكسائي، وخلف كيد سِحر بكسر السين.
وجملة ولاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أتَى ( من تمام الجملة التي قبلها، فهي معطوفة عليها وحال من ضمير ) إنَّمَا صَنَعُوا (، أي لا يَنجحُ الساحر حيث كان، لأن صنعته تنكشف بالتأمل وثبات النفس