" صفحة رقم ١٨٨ "
في ( دلائل الإعجاز ) في فصل في تحقيق القول على البلاغة والفصاحة وقد ذكرناه عند قوله تعالى :( ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً في ( ( سورة البقرة : ٢٢٩ ).
والعظيم : الضخم، وهو هنا استعارة للقوي الشديد، والمقام يفيد أنه شديد في الشرّ.
) ) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَاكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (
جملة ) يوم ترونها تذهل ( الخ... بيان لجملة ) إن زلزلة الساعة شيء عظيم ( ( الحج : ١ ) لأن ما ذكر في هذه الجملة يبيّن معنى كونها شيئاً عظيماً وهو أنه عظيم في الشرّ والرعب.
ويتعلق ) يوم ترونها ( بفعل ) تذهل. ( وتقديمُه على عامله للاهتمام بالتوقيت بذلك اليوم وتوقع رؤيته لكل مخاطب من الناس. وأصل نظم الجملة : تذهل كل مرضعة عما أرضعت يوم تَرون زَلزلة الساعة. فالخطاب لكلّ من تتأتّى منه رُؤية تلك الزَلزلة بالإمكان.
وضمير النصب في ) ترونها ( يجوز أن يعود على ) زلزلة ( ( الحج : ١ ) وأطلقت الرؤية على إدراكها الواضح الذي هو كرؤية المرئيات لأنّ الزلزلة تُسمع ولا ترى. ويجوز أن يعود إلى الساعة.
ورؤيتُها : رؤيةُ ما يحدث فيها من المرئيات من حضور الناس للحشر وما يتبعه ومشاهدة أهوال العذاب. وقرينة ذلك قوله ) تذهل كل مرضعة ( الخ.