" صفحة رقم ٢٣٠ "
والمَثل : النظير والمشابه. ويجوز أن يراد به الحال العجيبة.
و ( مِن ) في قوله :( من الذين خلوا ( ابتدائية، أي مثلاً ينشأ ويتقوم من الذين خلوا. والمراد نشأة المشابهة. وفي الكلام حذف مضاف يدل عليه السياق تقديره : من أمثال الذين خلوا من قبلكم. وحذف المضاف في مثل هذا طريقة فصيحة، قال النابغة :
وقد خفتُ حتى ما تزيد مخافتي
على وَعِللٍ في ذي المطارة عاقِل
أراد على مخافة وعل.
و ) الذين خلوا من قبلكم ( هم الأمم الذين سبقوا المسلمين، وأراد : من أمثال صالحي الذين خلوا من قبلكم.
وهذا المثَل هو قصة الإفك النظيرة لقصة يوسف وقصة مريم في تقول البهتان على الصالحين البرآء.
والموعظة : كلام أو حالة يعرف منها المرء مواقع الزلل فينتهي عن اقتراف أمثالها. وقد تقدم عند قوله تعالى ) فأعرض عنهم وعظهم ( في سورة النساء ( ٦٣ ) وقوله :( موعظة وتفصيلاً لكل شيء ( في سورة الأعراف ( ١٤٥ ).
ومواعظ هذه الآيات من أول السورة كثيرة كقوله :( وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ( ( النور : ٢ ) وقوله :( لولا إذ سمعتموه ( ( النور : ١٢ ) الآيات، وقوله :( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً ( ( النور : ١٧ ).
والمتقون : الذين يتقون، أي يتجنبون ما نهوا عنه.
٣٥ ) ) اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِى
ءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الاَْمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلَيِمٌ ).
( هذه الآية مكررة :
) اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِى
ءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الاَْمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلَيِمٌ ). )
أتْبع منةَ الهداية الخاصة في أحكام خاصة المفادة من قوله تعالى :( ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ( ( النور : ٣٤ ) الآية بالامتنان بأن الله هو مكون أصول الهداية العامة والمعارف الحقِّ للناس كلهم بإرسال رسوله بالهدى ودين الحق، مع ما في هذا الامتنان من الإعلام بعظمة الله تعالى ومجده وعموم علمه وقدرته.


الصفحة التالية
Icon