" صفحة رقم ٣٣٦ "
من قوله :( التي وعد المتقون (، أي كان الوعد وعداً مسؤولاً وأخبر عن الوعد ب ) وعداً ( وهو عينه ليبنى عليه ) مسئولاً ).
ويجوز أن يعود الضمير إلى ) ما يشاءون ( والإخبار عنه ب ) وعداً ( من الإخبار بالمصدر والمراد المفعول كالخلق بمعنى المخلوق.
ويتعلق :( على ربك ( ب ) وعداً ( لتضمين ) وعداً ( معنى ( حقّاً ) لإفادة أنه ) وعداً ( لا يخلف كقوله تعالى ) وعداً علينا إنا كنا فاعلين ( ( الأنبياء : ١٠٤ ).
والمسؤول : الذي يسأله مستحقه ويطالب به، أي حقّاً للمتقين أن يترقبوا حصوله كأنه أجر لهم عن عمل. وهذا مسوق مساق المبالغة في تحقيق الوعد والكرم كما يشكرك شاكر على إحسان فتقول : ما أتيت إلا واجباً، إذ لا يتبادر هنا غير هذا المعنى، إذ لا معنى للوجوب على الله تعالى سوى أنه تفضل وتعهد به، ولا يختلف في هذا أهل الملة وإنما اختلفوا في جواز إخلاف الوعد.
، ١٨ ) ) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَءَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِى هَاؤُلاَءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِى لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ وَلَاكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَءَابَآءَهُمْ حَتَّى نَسُواْ الذِّكْرَ وَكَانُواْ قَوْماً بُوراً ).
عُطف ) ويوم نحشرهم ( إما على جملة :( قل أذلك خير ( ( الفرقان : ١٥ ) إن كان المراد : قل للمشركين، أو عُطف على جملة :( وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا ( ( الفرقان : ١١ ) على جواز أن المراد : قل للمؤمنين.
وعلى كلا الوجهين فانتصاب ) يوم نحشرهم ( على المفعولية لفعل محذوف