" صفحة رقم ١٥٩ "
القصة المسوقة مثلاً للمشركين في تكذيبهم محمداً ( ﷺ ) تعريض بهم إذ كذبوه بعد أن كانوا يدْعونه الأمين، ويحتمل أن يراد به أمين من جانب الله على الأمة التي أرسل إليها. والتأكيد أيضاً لتوقع الإنكار منهم.
وجملة :( وما أسئلكم عليه من أجر ( عطف على جملة :( إني لكم رسول أمين ( أي علمتم أني أمين لكم وتعلمون أني لا أطلب من دعوتكم إلى الإيمان نفعاً لنفسي. وضمير ) عليه ( عائد إلى معلوم من مقام الدعوة.
وقوله :( فاتقوا الله وأطيعون ( تأكيد لقوله :( ألا تتقون ( وهو اعتراض بين الجملتين المتعاطفتين. وكرر جملة :( فاتقوا الله وأطيعون ( لزيادة التأكيد فيكون قد افتتح دعوته بالنهي عن ترك التقوى ثم علل ذلك ثم أعاد ما تقتضيه جملة الاستفتاح، ثم علل ذلك بقوله :( وما أسئلكم عليه من أجر (، ثم أعاد جملة الدعوة في آخر كلامه إذ قال :( فاتقوا الله وأطيعون ( مرة ثانية بمنزلة النتيجة للدعوة ولتعليلها.
وحذفت الياء من ) أطيعون ( في الموضعين كما حذفت في قوله :( فأخاف أن يَقتلونِ ( ( الشعراء : ١٤ ) في أوائل السورة.
وفي قوله :( إنْ أجري إلاّ على رب العالمين ( إشارة إلى يوم الجزاء وكانوا ينكرون البعث كما دل عليه قوله في سورة نوح ( ١٧، ١٨ ) ) والله أنبتكم من الأرض نباتاً ثم يعيدكم فيها ويُخرجكم إخراجاً ). وتقدم ذكر نوح عند قوله تعالى :( إن الله اصطفى آدم ونوحاً ( في آل عمران ( ٣٣ ).
١ ١١٥ ) ) قَالُو
اْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الاَْرْذَلُونَ قَالَ وَمَا عِلْمِى بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَى رَبِّى لَوْ تَشْعُرُونَ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ).
جملة :( قالوا ( استئناف بياني لما يثيره قوله :( كذبت قوم نوح ( ( الشعراء : ١٠٥ ) من استشراف السامع لمعرفة ما دار بينهم وبين نوح من حوار، ولذلك حكيت مجادلتهم بطريقة : قالوا، وقال. والقائلون : هم كبراء القوم الذين تصدّوا لمحاورة نوح.