" صفحة رقم ١٤٥ "
وقرأ نافع في أذْنيه ( بسكون الذال للتخفيف لأجل ثقل المثنى، وقرأه الباقون بضم الذال على الأصل. وقد ترتب على هذه الأعمال التي وصف بها أن أمر الله رسوله ( ﷺ ) أن يُوعِده بعذاب أليم. وإطلاق البشارة هنا استعارة تهكمية، كقول عمرو بن كلثوم :
فعجَّلْنا القِرى أنْ تشتمونا
وقد عذب النضر بالسيف إذ قتل صبراً يوم بدر، فذلك عذاب الدنيا، وعذاب الآخرة أشد.
( ٨ ٩ )
لما ذكر عذاب من يُضل عن سبيل الله اتبع ببشارة المحسنين الذين وصفوا بأنهم يقيمون الصلاة إلى قوله ) وأولئك هم المفلحون ( ( لقمان : ٥ ).
وانتصب ) وعدَ الله ( على المفعول المطلق النائب عن فعله، وانتصب ) حقاً ( على الحال المؤكدة لمعنى عاملها كما تقدم في صدر سورة يونس. وإجراء الاسمين الجليلين على ضمير الجلالة لتحقيق وعده لأنه لعزته لا يعجزه الوفاء بما وعَد، ولحكمته لا يخطىء ولا يذهل عما وعد، فموقع جملة ) وهو العزيز الحكيم ( موقع التذييل بالأعم.
( ١٠ ١١ ) ) لله (
استئناف للاستدلال على الذين دأبهم الإعراض عن آيات الله بأن الله هو خالق المخلوقات فلا يستحق غيرهُ أن تثبت له الإلهية فكان ادعاء الإلهية لغير الله


الصفحة التالية
Icon