" صفحة رقم ١٦٨ "
وموقع جملة ) إن الله لا يحب كل مختال فخور ( يجوز فيه ما مضى في جملة ) إن الشرك لظلم عظيم ( ( لقمان : ١٣ ) وجملة ) إن الله لطيف خبير ( ( لقمان : ١٦ )، وجملة ) إن ذلك من عزم الأمور ( ( لقمان : ١٧ ).
بعد أن بيّن له آداب حسن المعاملة مع الناس قفَّاها بحسن الآداب في حالته الخاصة، وتلك حالتا المشي والتكلم، وهما أظهر ما يلوح على المرء من آدابه.
والقصد : الوسط العَدل بين طرفين، فالقصد في المشي هو أن يكون بين طرف التبختر وطرف الدبيب ويقال : قصد في مشيه. فمعنى ) اقْصِدْ في مشيك :( ارتكب القصد.
والغَضُّ : نقص قوة استعمال الشيء. يقال : غَضَّ بصره، إذا خفَّض نظره فلم يحدّق. وتقدم قوله تعالى ) قل للمؤمنين يغُضُّوا من أبصارهم في سورة النور. فغض الصوت : جعله دون الجهر. وجيء ب مِن ( الدالة على التبعيض لإفادة أنه يغض بعضه، أي بعضَ جهره، أي ينقص من جُهُورته ولكنه لا يبلغ به إلى التخافت والسرار.
وجملة ) إن أنكر الأصوات لصوتُ الحمير ( تعليل علل به الأمر بالغض من صوته باعتبارها متضمنة تشبيهاً بليغاً، أي لأن صوت الحمير أنكر الأصوات. ورفع الصوت في الكلام يشبه نهيق الحمير فله حظ من النكارة.
و ) أنكَر :( اسم تفضيل في كون الصوت منكوراً، فهو تفضيل مشتق من الفعل المبني للمجهول ومثله سماعي وغيرُ شاذ، ومنه قولهم في المثل :( أشغل من ذات النِّحْيَيْنِ ) أي أشد مشغولية من المرأة التي أُريدت في هذا المثل.
وإنما جمع ) الحمير ( في نظم القرآن مع أن ) صوت ( مفرداً ولم يقل الحمار لأن المعرف بلام الجنس يستوي مفرده وجمعُه. ولذلك يقال : إن لام الجنس إذا دخلتْ