" صفحة رقم ١٧٧ "
لله، أي خالصاً له كما في قوله تعالى ) فإن حاجُّوك فقل أسلمتُ وجهيَ لله في سورة آل عمران.
والإحسان : العمل الصالح والإخلاص في العبادة. وفي الحديث : الإحسان أن تعبد الله كأنه تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. والمعنى : ومن يسلم إسلاماً لا نفاق فيه ولا شك فقد أخذ بما يعتصم به من الهُوِيّ أو التزلزل.
وقوله فقد استمسك بالعروة الوثقى ( مضى الكلام على نظيره عند قوله تعالى ) فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى في سورة البقرة، وهو ثناء على المسلمين. وتذييل هذا بقوله وإلى الله عاقبة الأمور ( إيماء إلى وعدهم بلقاء الكرامة عند الله في آخر أمرهم وهو الحياة الآخرة.
والتعريف في ) الأمور ( للاستغراق، وهو تعميم يراد به أن أمور المسلمين التي هي من مشمولات عموم الأمور صائرة إلى الله وموكولة إليه فجزاؤهم بالخير مناسب لعظمة الله.
والعاقبة : الحالة الخاتمة والنهاية. و ) الأمور : جمع أمر وهو الشأن.
وتقديم إلى الله ( للاهتمام والتنبيه إلى أن الراجع إليه يلاقي جزاءه وافياً.
لما خلا ذَمّ الذين كفروا عن الوعيد وانتقل منه إلى مدح المسلمين ووعدهم عطف عِنان الكلام إلى تسلية الرسول ( ﷺ ) بتهوين كفرهم عليه تسلية له وتعريضاً بقلة العِبْءِ بهم لأن مرجعهم إلى الله فيريهم الجزاء المناسب لكفرهم، فهو تعريض لهم بالوعيد.
وأُسند النهي إلى كفرهم عن أن يكون محزناً للرسول ( ﷺ ) مجازاً عقلياً في نهي