" صفحة رقم ٢٠٢ "
بين السور المفتتحة ب أَلمِّ، فلذلك فمن سماها سورة السجدة عَنى تقدير مضاف أي سورة ألمِّ السجدة. ومن سماها تنزيلُ السجدة فهو على تقدير ألمِّ تنزيل السجدة بجعل ألمِّ تنزيل اسماً مركباً ثم إضافته إلى السجدة، أي ذات السجدة، لزيادة التمييز والإيضاح، وإلاّ فإن ذكر كلمة تنزيل كاف في تمييزها عما عداها من ذوات ألمِّ ثم اختُصر بحذف ألمِّ وإبقاء تنزيل، وأضيف تنزيل إلى السجدة على ما سيأتي في توجيه تسميتها ألمِّ تنزيلُ السجدة.
ومن سماها ألمِّ السجدة فهو على إضافة ألمِّ إلى السجدة إضافة على معنى اللام وجعل ألمِّ اسماً للسورة. ومن سموها ألمِّ تنزيل السجدة لم يتعرضوا لضبطها في شروح صحيح البخاري ( ولا في النسخ الصحيحة من ( الجامع الصحيح )، ويتعين أن يكون ) ألمِّ مضافاً إلى تنزيل على أن مجموع المضاف والمضاف إليه اسمٌ لهذه السورة محكي لفظُه، فتكون كلمة تنزيل مضمومة على حكاية لفظها القرآني، وأن يعتبر هذا المركب الإضافي اعتبارَ العلَم مثل : عبدالله، ويعتبر مجموع ذلك المركب الإضافي مضافاً إلى السجدة إضافة المفردات، وهو استعمال موجود، ومنه قول تأبط شراً :
إني لمهد من ثنائي فقاصد
به لابننِ عمِّ الصدققِ شُمْسسِ بننِ مالك
إذ أضاف مجموع ( ابن عم ) إلى ( الصدق )، ولم يرد إضافة عم إلى الصدق. وكذلك قول أحد الطائيين في ديوان الحماسة ( :
دَاوِ ابنَ عَمِّ السوءِ بالنأي والغِنى
كفى بالغِنى والنأي عنه مُداويا
فإنه ما أراد وصف عمه بالسوء ولكنه أراد وصف ابن عمه بالسوء. فأضاف مجموع ابن عمّ إلى السوء، ومثله قول رجل من كلب في ( ديوان الحماسة ) :
هنيئاً لابننِ عَمِّ السوءِ أنِّي
مُجاورة بني ثُعل لَبُونِي
وقال عيينة بن مرداس في ( الحماسة ) :