" صفحة رقم ٢٠٣ "
فلما عرفتُ اليأس منه وقد بدت
أيَادِي سبَا الحاجات للمتذكر
فأضاف مجموع ( أيادي سبا ) وهو كالمفرد لأنه جرى مجرى المثل إلى الحاجات. وقال بعض رُجّازهم :
أنا ابن عم الليل وابنُ خاله
إذا دجَى دخلتُ في سِرباله
فأضاف ( ابن عم ) إلى لفظ ( الليل )، وأضاف ( ابن خال ) إلى ضمير ( الليل ) على معنى أنا مخالط الليل، ولا يريد إضافة عم ولا خال إلى الليل. ومن هذا اسم عبدُ الله بن قيسسِ الرقيّات، فالمضاف إلى ( الرقيات ) هو مجموع المركب إما ( عبدُ الله )، أو ( ابنُ قيس ) لا أحدُ مفرداته. وهذه الإضافة قريبة من إضافة العدد المركب إلى من يضاف إليه مع بقاء اسم العدد على بنائه كما تقول : أعطه خمسة عَشَرَه.
وتسمى هذه السورة أيضاً سورة المضاجع لوقوع لفظ ) المضاجع في قوله تعالى : تتجافى جنوبهم عن المضاجع ( ( السجدة : ١٦ ).
وفي ( تفسير القرطبي ) عن ( مسند الدارمي ) أن خالد بن مَعْدان سماها : المنجية. قال : بلغني أن رجلاً يقرؤها ما يقرأ شيئاً غيرها، وكان كثير الخطايا فنشرت جناحها وقالت : رب اغفر له فإنه كان يكثر من قراءتي فشفّعها الرب فيه وقال : اكتبوا له بكل خطيئة حسنة وارفعوا له درجة اه. وقال الطبرسي : تسمى ( سورة سجدة لقمان ) لوقوعها بعد سورة لقمان لئلا تلتبس بسورة ( حم السجدة )، أي كما سموا سورة ( حم السجدة ) وهي سورة فصّلت ( سورة سجدة المؤمن ) لوقوعها بعد سورة المؤمنين.
وهي مكية في إطلاق أكثر المفسرين وإحدى روايتين عن ابن عباس، وفي رواية أخرى عنه استثناء ثلاث آيات مدنية وهي :( أفمن كان مؤمناً كمن كان


الصفحة التالية
Icon