" صفحة رقم ٢٣١ "
فُرع بالفاء على ما تقدم من الآيات من الوعد للمؤمنين والوعيد للكافرين استفهام بالهمزة مستعمل في إنكار المساواة بين المؤمن والكافر، وهو إنكار بتنزيل السامع منزلة المتعجب من البَون بين جزاء الفريقين في ذلك اليوم فكانَ الإنكار موجهاً إلى ذلك التعجب في معنى الاستئناف البياني. والكاف للتشبيه في الجزاء.
وجملة ﴿لا يَسْتَوُانَ﴾ عطف بيان للمقصود من الاستفهام.
والفاسق هنا هو: مَن ليس بمؤمن بقرينة قوله بعده ﴿وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِا تُكَذِّبُونَ﴾ فالمراد: الفسق عن الإيمان الذي هو الشرك وهو إطلاق كثير في القرآن. ثم أكد كِلا الجزاءين بذكر مرادف لمدلوله مع زيادة فائدة، فجملةُ ﴿فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى ﴾ إلى آخرها مؤكدة لمضمون جملة ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم﴾ (السجدة: ١٧) إلى آخرها.
وجملة ﴿فَمَأْوَا هُمُ النَّارُ ﴾ إلى آخرها مؤكدة لمضمون جملة ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَاذَآ﴾ إلى ﴿بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (السجدة: ١٤).
و﴿مِنَ﴾ الموصولة في الموضعين عامة بقرينة التفصيل بالجمع في قوله ﴿أَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا ﴾ الخ.
و﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا ﴾. فليست الآية نازلة في معيَّن كما قيل.
و﴿الْمَأْوَى ﴾ : المكان الذي يُؤْوَى إليه، أي يُرجع إليه.
والتعريف باللام فيه للعهد، أي مأوى المؤمنين، قال تعالى: ﴿عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ﴾ (النجم: ١٥). ولك أن تجعل اللام عوضاً عن المضاف إليه، أي مأواهم بقرينة قوله في


الصفحة التالية
Icon