" صفحة رقم ٢٥٢ "
بشر مثلنا ( ( إبراهيم : ١٠ )، فأجيبوا بقول الرسل ) إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على ما يشاء من عباده ( ( إبراهيم : ١١ ).
هذا من بقية تصدير السورة ب ) الحمد لله فاطر السماوات والأرض ( ( فاطر : ١ )، وهو عطف على ) فاطر السماوات والأرض ( الخ. والتقدير : وفاتح الرحمة للناس وممسكها عنهم فلا يقدر أحد على إمساك ما فتحه ولا على فتح ما أمسكه.
و ) ما ( شرطية، أي اسم فيه معنى الشرط. وأصلها اسم موصول ضُمِّن معنى الشرط. فانقلبت صلته إلى جملة شرطية وانقلبت جملة الخبر جواباً واقترنت بالفاء لذلك، فأصل ) ما ( الشرطية هو الموصولة. ومحل ) ما ( الابتداء وجواب الشرط أغنى عن الخبر.
و ) من رحمة ( بيان لإِبهام ) ما ( والرابط محذوف لأنه ضمير منصوب.
والفتح : تمثيلية لإِعطاء الرحمة إذ هي من النفائس التي تشبه المدخرات المتنافس فيها فكانت حالة إعطاء الله الرحمة شبيهة بحالة فتح الخزائن للعطاء، فأشير إلى هذا التمثيل بفعل الفتح، وبيانُه بقوله :( من رحمة ( قرينة الاستعارة التمثيلية.
والإِمساك حقيقته : أخذ الشيء باليد مع الشدّ عليه بها لئلا يسقط أو ينفلت، وهو يتعدّى بنفسه، أو هو هنا مجاز عن الحبس والمنع ولذلك قوبل به الفتح.
وأما قولهم : أمسك بكذا، فالباء إمّا لتوكيد لصوق المفعول بفعله كقوله تعالى :( ولا تمسكوا بعصم الكوافر ( ( الممتحنة : ١٠ )، وإمّا لتضمينه معنى الاعتصام كقوله تعالى :( فقد استمسك بالعروة الوثقى ( ( لقمان : ٢٢ ).
وقد أوهم في ( القاموس ) و ( اللسان ) و ( التاج ) أنه لا يتعدى بنفسه.


الصفحة التالية
Icon