أسماءَكم حين دعوناكم حلّ الشؤم بينكم كناية عن كونهم أهلاً لأن تكون أسماؤهم شؤماً.
وفي ذكر كلمة ﴿قَوْمٌ﴾ إيذان بأن الإِسراف متمكن منهم وبه قِوام قوميتهم كما تقدم في قوله: ﴿لايَـاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ في سورة البقرة.
عطف على قصة التحاور الجاري بين أصحاب القرية والرسل الثلاثة لبيان البون بين حال المعاندين من أهل القرية وحاللِ الرجل المؤمن منهم الذي وعظهم بموعظة بالغة وهو من نفر قليل من أهل القرية.
فلك أن تجعل جملة ﴿وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ﴾ عطفاً على جملة ﴿جَآءَهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ (يس: ١٣) ولك أن تجعلها عطفاً على جملة ﴿فَقَالُوا إِنَّآ إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ﴾ (يس: ١٤).
والمراد بالمدينة هنا نفس القرية المذكورة في قوله: ﴿أَصْحَـابَ الْقَرْيَةِ﴾ (يس: ١٣) عُبر عنها هنا بالمدينة تفنناً، فيكون صفة لمحذوف هو المضاف في المعنى إلى المدينة. والتقدير: من بَعيد المدينة، أي طرف المدينة، وفائدة ذكر أنه جاء من أقصى المدينة الإِشارة إلى أن الإِيمان بالله ظهر في أهل ربض المدينة قبل ظهوره في قلب المدينة لأن قلب المدينة هو مسكن حكامها وأحبار اليهود وهم أبعد عن الإِنصاف والنظر في صحة ما يدعوهم إليه الرسل، وعامة سكانها تبع لعظمائها لتعلقهم بهم وخشيتهم بأسهم بخلاف سكان أطراف المدينة فهم أقرب إلى الاستقلال بالنظر وقلة اكتراثثٍ بالآخرين لأن سكان الأطراف غالبهم عملة أنفسهم لقربهم من البدو.
وبهذا يظهر وجه تقديم ﴿مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ﴾ على ﴿رَجُلٌ﴾ للاهتمام بالثناء
٣٦٥


الصفحة التالية
Icon