" صفحة رقم ١٩٠ "
تعالى :( ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون اللَّه فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء ( ( الفرقان : ١٧ ) الآية.
وضمير ) عَلَيْهِ ( يجوز أن يكون عائداً إلى اسم الجلالة في قوله :( ليقولون ولَدَ الله ( ( الصافات : ١٥١، ١٥٢ ) أو في قوله :( إلاَّ عباد الله ( ( الصافات : ١٦٠ )، ويجوز أن يعود إلى ) ما تعبدون ( بمراعاة إفراد اسم الموصول وهو ) ما.
وحذف مفعول فاتنين ( لقصد العموم. والتقدير : بفاتنين أحداً، ومعياره صحة الاستثناء في قوله :( إلاَّ من هُو صَاللِ الجحيم ( فالاستثناء مفرغ والمستثنى مفعول ) بفاتِنِينَ ). وحرف ( على ) يتعلق ب ( فاتنين ) إمّا لتضمين ( فاتنين ) معنى مفسدين إن كان الضمير المجرور بها عائداً إلى اسم الجلالة كما يقال : فسد العبدُ على سيّده وخَلّق فلان المرأةَ على زوجها، وتكون ( على ) للاستعلاء المجازي لأن تضمين مفسدين فيه معنى الغلبة. وإما لتضمينه معنى حاملين ومسؤولين ويكون ( على ) بمعنى لام التعليل كقوله :( ولتكبروا اللَّه على ما هداكم ( ( البقرة : ١٨٥ ) ويكون تقدير مضاف بين ( على ) ومجرورها تقديره : على عبادة ما تعبدون، والمعنى : أنكم والشياطين لا يتبعكم أحد في دينكم إلا من عرض نفسه ليكون صاليَ الجحيم، وهذا في معنى قوله تعالى :( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلاّ من اتّبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين ( ( الحجر : ٤٢، ٤٣ ).
ورسم في المصحف ) صَاللِ الجحيمِ ( بدون ياء بعد اللام اعتباراً بحالة الوصل فإن الياء لا ينطق بها فرسمه كاتبُ المصحف بمثل حالة النطق، ولذلك ينبغي أن لا يوقف على ) صَالِ.
( ١٦٤ ١٦٦ ) (
فيجوز أن يكون عطفاً على قوله :( إلاَّ عبادَ الله المخلصين ( ( الصافات : ١٦٠ ) على أول الوجهين


الصفحة التالية
Icon