" صفحة رقم ٣١٣ "
والخلق العجيب في أطوار تكون الإِنسان والحيوان. والاستدلال عليهم بدليل من فعلهم وهو التجاؤهم إلى الله عندما يصيبهم الضر. والدعوة إلى التدبر فيما يلقى إليهم من القرآن الذي هو أحسن القول. وتنبيههم على كفرانهم شكر النعمة. والمقابلة بين حالهم وبين حال المؤمنين المخلصين لله. وأن دين التوحيد هو الذي جاءت به الرسل من قبل. والتحذير من أن يحل بالمشركين ما حلّ بأهل الشرك من الأمم الماضية. وإعلام المشركين بأنهم وشركاءهم لا يُعبأ بهم عند الله وعند رسوله ( ﷺ ) فالله غني عن عبادتهم، ورسوله لا يخشاهم ولا يخاف أصنامهم لأن الله كفاه إياهم جميعاً. وإثبات البعث والجزاء لتُجزى كلّ نفس بما كسبت. وتمثيل البعث بإحياء الأرض بعد موتها. وضرب لهم مَثَلَه بالنوم والإِفاقة بعده وأنه يوم الفصل بين المؤمنين والمشركين. وتمثيل حال المؤمنين وحال المشركين في الحياتين الحياة الدنيا والحياة الآخرة. ودعاء المشركين للإِقلاع عن الإِسراف على أنفسهم، ودعاء المؤمنين للثبات على التقوى ومفارقة دار الكفر. وختمت بوصف حال يوم الحساب.
وتخلل ذلك كلَّه وعيد ووعد، وأمثال، وترهيب وترغيب، ووعظ وإيماء بقوله :( قل هل يستوي الذين يعلمون ( ( الزمر : ٩ ) الآية إلى أن شأن المؤمنين أنهم أهل علم وأن المشركين أهل جهالة، وذلك تنويه برفعة العلم ومذمة الجهل.


الصفحة التالية
Icon