" صفحة رقم ١٢٠ "
مجرد التأكيد. واقتصار القزويني في ( تلخيص المفتاح ) على إفادة ضمير الفصل الاختصاص تقصير تبع فيه كلام ( المفتاح ) وقد نبه عليه سعد الدين في ( شرحه على التلخيص ).
والمراد بالقوة القوةُ المعنوية وهي كثرة الأمة ووفرةُ وسائل الاستغناء عن الغير كما قال تعالى :( فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا مَن أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة ( ( فصلت : ١٥ ).
وجملة ) كانوا هم أشد منهم قوَّة ( الخ مستأنفة استئنافاً بيانياً لتفصيل الإِجمال الذي في قوله :( كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم ( لأن العبرة بالتفريع بعدها بقوله :( فأخَذَهم الله بذنوبهم ).
وقرأ الجمهور ) منهم ( بضمير الغائب، وقرأه ابن عامر ) منكم بضمير خطاب الجماعة وكذلك رسمت في مصحف الشام، وهذه الرواية جارية على طريقة الالتفات.
والآثار : جمع أثر، وهو شيء أو شكل يرسمه فعل شيء آخر، مثلُ أثر الماشي في الرمْل قال تعالى : فقبضت قبضة من أثر الرسول ( ( طه : ٩٦ ) ومثلُ العشب أثر المطر في قوله تعالى :( فانظر إلى أثر رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها ( ( الروم : ٥٠ )، ويستعار الأثر لما يقع بعد شيء كقوله تعالى :( فلعلك باخع نفسك على آثارهم ( ( الكهف : ٦ ).
والمراد بالأرض : أرض أمتهم.
والفاء في ) فأخَذَهُم الله ( لتفريع الأخذ على كونهم أشدَّ قوة من قريش لأن القوة أريد بها هنا الكناية عن الإِباء من الحق والنفور من الدعوة، فالتقدير : فأعرضوا، أو فكفروا فأخذهم الله.
والآخذ : الاستئصال والإِهلاك كنّي عن العقاب بالأخذ، أو استعمل الأخذ مجازاً في العقاب.
والذنوب : جمع ذنب وهو المعصية، والمراد بها الإِشراك وتكذيب الرسل،


الصفحة التالية
Icon