" صفحة رقم ٢٥١ "
كواكبها، وأوحى فيها بخلق الملائكة فيها، وأوحى إلى الملائكة بما يتلقونه من الأمر بما يعملون، قال تعالى :( وهم بأمره يعملون ( ( الأنبياء : ٢٧ ) وقال :( يسبحون الليل والنهار لا يفترون ( ( الأنبياء : ٢٠ ).
و ) أمرها ( بمعنى شأنها، وهو يصدق بكل ما هو من ملابساتها من سكانها وكواكبها وتماسك جرمها والجاذبية بينها وبين ما يجاورها. وذلك مقابل قوله في خلق الأرض ) وجعَلَ فِيهَا رَواسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبارَكَ فِيهَا وقَدَّرَ فِيهَا أقْواتَهَا ( فصلت : ١٠ ). وانتصب أمرها ( على نزع الخافض، أي بأمرها أو على تضمين أَوحَى معنى قدَّر أو أودَع.
ووقع الالتفات من طريق الغيبة إلى طريق التكلم في قوله :( وَزَيَّنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصابِيحَ ( تجديداً لنشاط السامعين لطول استعمال طريق الغيبة ابتداءً من قوله :( بالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ في يَوْمَينِ ( ( فصلت : ٩ ) مع إظهار العناية بتخصيص هذا الصنع الذي ينفع الناس ديناً ودُنيا وهو خلق النجوم الدقيقة والشهب بتخصيصه بالذكر من بين عموم ) وأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَآءٍ أمْرَهَا (، فما السماء الدنيا إلا من جملة السماوات، وما النجوم والشُّهُب إلا من جملة أمرها.
والمصابيح : جمع مصباح، وهو ما يوقد بالنار في الزيت للإضاءة وهو مشتق من الصباح لأنهم يحاولون أن يجعلوه خلفاً عن الصباح. والمراد بالمصابيح : النجوم، استعير لها المصابيح لما يبدو من نورها.
وانتصب ) حفظاً ( على أنه مفعول لأجله لفعل محذوف دل عليه فعل ) زيَّنَّا ). والتقدير : وجعلنَاها حفظاً. والمراد : حفظاً للسماء من الشياطين المسترقة للسمع. وتقدم الكلام على نظيره في سورة الصّافات.
الإِشارة إلى المذكور من قوله :( وَجَعَلَ فِيهَا رَواسِيَ مِن فَوْقِهَا ( فصلت : ١٠ ) إلى قوله : وَزَيَّنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ).


الصفحة التالية
Icon