" صفحة رقم ٢٢٥ "
و ) إذا ( حرف مفاجأة، أي يدل على أن ما بعده حصل عن غير ترقب فتفتتح به الجملة التي يُفاد منها حصول حادث على وجه المفاجأة. ووقعت الجملة التي فيها ) إذا ( جواباً لحرف ( لَمَّا )، وهي جملة اسمية و ( لمّا ) تقتضي أن يكون جوابها جملة فعلية، لأن ما في ) إذا ( من معنى المفاجأة يقوم مقام الجملة الفعلية.
والضحك : كناية عن الاستخفاف بالآيات والتكذيب فلا يتعيّن أن يكون كل الحاضرين صدر منهم ضحك، ولا أن ذلك وقع عندَ رؤية آية إذ لعل بعضها لا يقتضي الضحك.
الأظهر أن جملة ) وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها ( في موضع الحال، وأن الواو واو الحال وأن الاستثناء من أحوال، وما بعد ) إلاّ ( في موضع الحال، واستغنت عن الواو لأن ) إلاّ ( كافية في الربط. والمعنى : أنهم يستخفُّون بالآيات التي جاء بها موسى في حال أنّها آيات كبيرة عظيمة فإنما يستخفّون بها لمكابرتهم وعنادهم.
وصوغ ) نريهم ( بصيغة المضارع لاستحضار الحالة. ومعنى ) هي أكبر من أختها ( يحتمل أن يراد به أن كل آية تأتي تكون أعظم من التي قبلها، فيكون هنالك صفة محذوفة لدلالة المقام، أي من أختها السابقة، كقوله تعالى :( يأخذ كل سفينة غصباً ( ( الكهف : ٧٩ )، أي كل سفينة صحيحة، وهذا يستلزم أن تكون الآيات مترتبة في العظم بحسب تأخر أوقات ظهورها لأن الإتيان بآية بعد أخرى ناشىء عن عدم الارتداع من الآية السابقة. ويحتمل ما قال صاحب ( الكشاف ) أن الآيات موصوفات بالكبر لا بكونها متفاوتة فيه وكذلك العادة في الأشياء التي تتلاقى في الفضل وتتفاوت منازلها فيه