" صفحة رقم ٢٧٧ "
القولُ في نظائره تقدم.
( ٢ ٦ ) ) (
القول في نظير هذا القَسَم وجوابه تقدم في أول سورة الزخرف. ونوه بشأن القرآن بطريقة الكناية عنه بذكر فضل الوقت الذي ابتدىء إنزاله فيه.
فتعريف ) الكتاب ( تعريف العهد، والمراد بالكتاب : القرآن.
ومعنى الفعل في ) أنزلناه ( ابتداء إنزاله فإن كل آية أو آيات تنزل من القرآن فهي منضمة إليه انضمام الجزء للكل، ومجموع ما يبلغ إليه الإنزال في كل ساعة هو مسمّى القرآن إلى أن تم نزول آخر آية من القرآن.
وتنكير ) ليلة ( للتعظيم، ووصفها ب ) مباركة ( تنويه بها وتشويق لمعرفتها. فهذه الليلة هي الليلة التي ابتدُىء فيها نزول القرآن على محمد ( ﷺ ) في الغار من جَبل حِرَاءٍ في رمضان قال تعالى :( شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن ( ( البقرة : ١٨٥ ).
والليلة التي ابتدىء نزول القرآن فيها هي ليلة القدر قال تعالى :( إنا أنزلناه في ليلة القدر ( ( القدر : ١ ). والأصح أنها في العشر الأواخر من رمضان وأنها في ليلة الوتر. وثبت أن الله جعل لنظيرتها من كل سنة فضلاً عظيماً لكثرة ثواب العبادة فيها في كل رمضان كرامة لذكرى نزول القرآن وابتداء رسالة أفضل الرسل ( ﷺ ) إلى النّاس كافة. قال تعالى :( تنزَّل الملائكةُ والروحُ فيها بإذن ربّهم من كل أمرٍ سلامٌ هي حتى مطلع الفجر ( ( القدر : ٤، ٥ ).


الصفحة التالية
Icon