" صفحة رقم ٣١٥ "
وتقدم الكلام على شجرة الزقوم في سورة الصافات عند قوله تعالى :( أذَلك خَيْرٌ نُزُلاً أم شجرة الزقوم.
والمُهل بضم الميم دُرْدِيُّ الزيت. والتشبيه به في سواد لونه وقيل في ذوبانه.
والحميم ( : الماء الشديد الحرارة الذي انتهى غليانه، وتقدم عند قوله تعالى :( لهم شرابٌ من حميم في سورة الأنعام. ووجه الشبه هو هيئة غليانه.
وقرأ الجمهور تغلي ( بالتاء الفوقية على أن الضمير ل ) شجرة الزقوم ). وإسناد الغليان إلى الشجَرَةِ مجاز وإنما الذي يغلي ثمرها. وقرأه ابن كثير وحفص بالتحتية على رجوع الضمير إلى الطعام لا إلى المُهل.
والغليان : شدة تأثر الشيء بحرارة النار يقال : غلي الماء وغلت القدر، قال النابغة :
يسير بها النعمان تغلي قدوره
وجملة ) خذوه ( الخ مقول لقول محذوف دلّ عليه السياق، أي يقال لملائكة العذاب : خذوه، والضمير المفرد عائد إلى الأثيم باعتبار آحاد جنسه.
والعَتْلُ : القوْد بعنف وهو أن يؤخذ بتلبيب أحد فيقاد إلى سجن أو عذاب، وماضيه جاء بضم العين وكسرها.
وقرأه بالضم نافع وابن كثير وابن عامر. وقرأه الباقون بكسر التاء.
وسَواء الشيء : وسطه وهو أشد المكان حرارة.
وقوله :( إلى سواء الجحيم ( يتنازعه في التعلق كلٌّ من فعلي ) خذوه فاعتلوه ( لتضمنهما : سوقوه سوقاً عنيفاً.
و ) ثم ( للتراخي الرتبي لأن صب الحميم على رأسه أشد عليه من أخذه وعتله.
والصبّ : إفراغ الشيء المظروف من الظرف وفعل الصّبّ لا يتعدى إلى العذاب لأن العذاب أمر معنوي لا يصب. فالصب مستعار للتقوية والإسراع فهو تمثيلية


الصفحة التالية
Icon