" صفحة رقم ١٠٤ "
هريرة مرفوعاً ( القبر روضة من رياض الجنة أو حفر من حفر النار ) رواه الترمذي. وهو ضعيف ويفسره حديث ابن عمر مرفوعاً ( إذا مات الميت عرض عليه مقعده بالغداة والعشي فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ثم يقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ) ونهاية حياة المرء قريبة وإن طال العمر.
والأشراط بالنسبة للصورة الأولى : الحوادث التي أخبر النبي ( ﷺ ) أنها تقع بين يدي الساعة، وأولها بعثته لأنه آخر الرسل وشريعته آخر الشرائع ثم ما يكون بعد ذلك، وبالنسبة للصورة الثانية أشراطها الأمراض والشيخوخة.
تفريع على ) فقد جاء أشراطها ). و ) أنّى ( اسم يدل على الحالة، ويضمّن معنى الاستفهام كثيراً وهو هنا استفهام إنكاري، أي كيف يحصل لهم الذكرى إذا جاءتهم الساعة، والمقصود : إنكار الانتفاع بالذكرى حينئذٍ.
و ) أنَّى ( مبتدأ ثان مقدم لأن الاستفهام له الصدارة. و ) ذكراهم ( مبتدأ أول و ) لهم ( خبر عن ) أنّى (، وهذا التركيب مثل قوله تعالى :( أنّى لهم الذكرى في سورة الدخان، وضمير جاءتهم ( عائد إلى ) الساعة ).
فرع على جميع ما ذكر من حال المؤمنين وحال الكافرين ومن عواقب ذلك ووعده أو وعيده أن أمَر الله رسوله ( ﷺ ) بالثبات على ما له من العلم بوحدانية الله وعلى ما هو دأبه من التواضع لله بالاستغفار لذنبه ومن الحرص على نجاة المؤمنين بالاستغفار لهم لأن في ذلك العلم وذلك الدأب استمطار الخيرات له ولأمته


الصفحة التالية
Icon