" صفحة رقم ٢٠ "
وجملة ) واستكبرتم ( عطف على جملة ) وشهد شاهد ( الخ وجملة ) وشهد شاهد ( عطف على جملة ) إن كان من عند اللَّه ).
والمِثل : المماثل والمشابه في صفة أو فعل، وضمير ) مثله ( للقرآن فلفظ ) مثله ( هنا يجوز أن يحمل على صريح الوصف، أي على مماثل للقرآن فيما أنكروه مما تضمنه القرآن من نحو توحيد الله وإثبات البعث وذلك المثل هو كتاب التوراة أو الزبور من كتب بني إسرائيل يومئذٍ. ويجوز أن يحمل المِثل على أنه كناية عما أضيف إليه لفظ ( مثل )، فيكون لفظ ( مثل ) بمنزلة المقحم على طريقة قول العرب :( مثلك لا يبخل )، وكما هو أحد محملين في قوله تعالى :( ليس كمثله شيء ( ( الشورى : ١١ ). فالمعنى : وشهد شاهد على صدق القرآن فيما حواه.
ويجوز يكون ضمير ) مثله ( عائداً على الكلام المتقدم بتأويل المذكور، أي على مثل ما ذكر في أنه ) من عند الله ( وأنه ليس بدعا من كتب الرسل.
فالمراد ب ) شاهد من بني إسرائيل ( شاهدٌ غيرُ معين، أي أيَّ شاهد، لأن الكلام إنباء لهم بما كانوا يتساءلون به مع اليهود. وبهذا فسر الشعبي ومسروق واختاره ابن عبد البر في ( الاستيعاب ) في ترجمة عبد الله بن سلام فالخطاب في قوله :( أرأيتم ( وما بعده موجه إلى المشركين من أهل مكة، وقال ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد وعكرمة : المراد ب ) شاهد من بني إسرائيل ( عبدُ الله بن سلاَم. وروى الترمذي عن عبد الله بن سلام أنه قال : فيَّ نزلت آيات من كتاب الله ) وشهد شاهد من بني إسرائيل ( الآية.
ومثل قول قتادة ومجاهد وعكرمة روي عن ابن زيد ومالك بن أنس وسفيان الثوري ووقع في ( صحيح البخاري ) في باب فضل عبد الله بن سلام حديث عبد الله بن يوسف عن مالك عن سعد بن أبي وقاص قال : وفيه نزلت هذه الآية ) وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ( الآية، قال عبد الله بن يوسف : لا أدري قال مالك : الآية أو في الحديث. قال مسروق : ليس هو ابن سلام لأنه أسلم بالمدينة والسورة مكية، وقال


الصفحة التالية
Icon