" صفحة رقم ٣٢٦ "
وضع اليد على شيء وضعا غير شديد بخلاف الدفع واللطم. فعبر عن نفي أقل الإصابة بنفي المسّ لنفي أضعف أحوال الإصابة كما في قوله تعالى :( من قبل أن يتماسَّا ( ( المجادلة : ٣ ) فنفي قوة الإصابة وتمكنها أحرى.
واللغوب : الإعياء من الجري والعمل الشديد.
( ٣٩، ٤٠ )
تفريع على ما تقدم كله من قوله :( بل عجبوا أن جاءهم منذر ( ( ق : ٢ ) الآيات، ومناسبة وقعه هذا الموقع ما تضمنه قوله :( وكم أهلكنا قبلهم من قرن ( ( مريم : ٧٤ ) الآية من التعريض بتسلية النبي ( ﷺ ) أي فاصبر على ما يقول المشركون من التكذيب بما أخبرتهم من البعث وبالرسالة وقد جمع ذلك كله الموصول وهو ) ما يقولون ).
وضمير ) يقولون ( عائد إلى المشركين الذين هم المقصود من هذه المواعظ والنذر ابتداء من قوله :( بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم ).
عطف على ) فاصبر على ما يقولون ( فهو من تمام التفريع، أي اصبر على أقوال أذَاهُمْ وسخريتهم. ولعلّ وجه هذا العطف أن المشركين كانوا يستهزئون بالنبي ( ﷺ ) والمؤمنين إذا قاموا إلى الصلاة مثل قصة إلقاء عقبةَ بن أبي مُعيط سلا الجزور على ظهر النبي ( ﷺ ) حين سجد في المسجد الحرام في حجر الكعبة فأقبل عقبة بن أبي مُعيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي ( ﷺ ) وقال :( أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ( ( غافر : ٢٨ ) الآية. وقال تعالى :( أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى إلى قوله : كلالا تطعه واسجد واقترب ( ( العلق : ٩ ١٩ ).
فالمراد بالتسبيح : الصلاة وهو من أسماء الصلاة. قال ابن عطية : أجمع