" صفحة رقم ٣٤٢ "
وقالوا في أصول شركهم بتعدد الآلهة مع اعترافهم بأن الله خالق كل شيء وقالوا :( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله ( ( الزمر : ٣ )، ) وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها ( ( الأعراف : ٢٨ ).
و ( في ) للظرفية المجازية وهي شدة الملابسة الشبيهة بملابسة الظرف للمظروف مثل ) ويُمدهم في طغيانهم يعمهون ( ( البقرة : ١٥ ).
والمقصود بقوله :( إنكم لفي قول مختلف ( الكناية عن لازم الاختلاف وهو التردد في الإعتقاد، ويلزمُه بطلان قولهم وذلك مصبّ التأكيد بالقسم وحرف ( إن ) واللام.
و ) يؤفك ( : يصرف. والأفك بفتح الهمزة وسكون الفاء : الصرف. وأكثر ما يستعمل في الصرف عن أمر حسن، قاله مجاهد كما في ( اللسان )، وهو ظاهر كلام أيمة اللغة والفراء وشمّر وذلك مدلوله في مواقعه من القرآن.
وجملة ) يؤفك عنه من أفك ( يجوز أن تكون في محل صفة ثانية ل ) قوللٍ مختلف (، ويجوز أن تكون مستأنفة استئنافاً بيانياً ناشئاً عن قوله :( وإن الدين لواقع ( ( الذاريات : ٦ )، فتكون جملة ) والسماء ذاتتِ الحبك إنكم لفي قول مختلف ( معترضة بين الجملة البيانية والجملة المبيَّن عنها. ثم إن لفظ ) قول ( يقتضي شيئاً مقولاً في شأنه فإذ لم يذكر بعد ) قول ( ما يدل على مقول صلَح لجميع أقوالهم التي اختلقوها في شأنه للقرآن ودعوة الإسلام كما تقدم.
فلما جاء ضميرُ غيبة بعد لفظ ) قول ( احتمل أن يعود الضمير إلى ) قولٍ ( لأنه مذكور، وأن يعود إلى أحوال المقول في شأنه فقيل ضمير ) عنه ( عائد إلى ) قول مختلف ( وأن معنى ) يؤفك عنه ( يصرف بسببه، أي يصرف المصروفون عن الإيمان فتكون ( عن ) للتعليل كقوله تعالى :( وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك ( ( هود : ٥٣ ) وقوله تعالى :( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدة وعدها إياه ( ( التوبة : ١١٤ )، وقيل ضمير ) عنه ( عائد إلى ) ما توعدون ( ( الذاريات : ٢٢ ) أو عائد إلى ) الدين ( ( الذاريات : ٦ )، أي الجزاء أن يؤفك عن الإيمان بالبعث والجزاء من أفك. وعن


الصفحة التالية
Icon