" صفحة رقم ٩٩ "
بن أبي بن سلول ورفاعة بن الثابوت والحارث بن عَمرو وزيد بن الصلت ومالك بن الدخشم.
والاستماع : أشد السمع وأقواه، أي يستمعون باهتمام يظهرون أنهم حريصون على وَعي ما يقوله الرسول ( ﷺ ) وأنهم يُلقون إليه بالهم، وهذا من استعمال الفعل في معنى إظهاره لا في معنى حصوله. وحق فعل استمع أن يعدّى إلى المفعول بنفسه كما في قوله :( يستمعون القرآن ( ( الأحقاف : ٢٩ ) فإذا أريد تعلقه بالشخص المَسموع منه يقال : استمع إلى فلان كما قال هنا ) ومنهم من يستمع إليك (، وكذا جاء في مواقعه كلها من القرآن.
و ) حتى ( في قوله :( حتى إذا خرجوا من عندك ( ابتدائية و ) إذَا ( اسم زمان متعلق ب ) قالوا ).
والمعنى : فإذا خرجوا من عندك قالوا الخ.
والخروج : مغادرة مكان معيّن محصوراً وغير محصور، فمنه ) إذ أخرجني من السجن ( ( يوسف : ١٠٠ )، ومنه ) يريد أن يخرجكم من أرضكم ( ( الأعراف : ١١٠ ). والخروج من عند النبي ( ﷺ ) مغادرة مجلسه الذي في المسجد وهو الذي عبر عنه هنا بلفظ ) عندك ).
و ) مِن ( لتعدية فعل ) خرجوا ( وليست التي تزاد مع الظروف في نحو قوله تعالى :( مِن عند الله ( ( البقرة : ٨٩ ).
والذين أوتوا العلم : هم أصحاب رسول الله ( ﷺ ) الملازمون لمجلسه وسُمِّي منهم عبد الله بن مسعود وأبو الدرداء وابن عبّاس. وروي عنه أنه قال : أنا منهم وسُئِلتُ فيمن سُئل. والمعنى : أنهم يستمعون إلى النبي ( ﷺ ) من القرآن وما يقوله من الإرشاد وحذف مفعول ) يستمعون ( ليشمل ذلك.


الصفحة التالية
Icon