" صفحة رقم ١٠٢ "
والزيع : الميل عن القصد، أي ما مال بصره إلى مرئي آخر غير ما ذكر، والطغيان : تجاوز الحد.
وجملة ) لقد رأى من آيات ربه الكبرى ( تذييل، أي رأى آيات غير سدرة المنتهى، وجنة المأوى، وما غَشى السدرة من البهجة والجلال، رأى من آيات الله الكبرى.
والآيات : دلائل عظمة الله تعالى التي تزيد الرسول ارتفاعاً.
( ١٩ ٢٣ ) ) (
لما جرى في صفة الوحي ومشاهدة رسول الله ( ﷺ ) جبريل عليه السلام ما دل على شؤون جليلة من عظمة الله تعالى وشرف رسوله ( ﷺ ) وشرف جبريل عليه السلام إذ وصف بصفات الكمال ومنازل العزة كما وصف النبي ( ﷺ ) بالعروج في المنازل العليا، كان ذلك مما يثير موازنة هذه الأحوال الرفيعة بحال أعظم آلهتهم الثلاث في زعمهم وهي : اللاتُ، والعزَّى، ومناةُ التي هي أحجار مقرّها الأرض لا تملك تصرفاً ولا يعرج بها إلى رفعة. فكان هذا التضاد جامعاً خيالياً يقتضي تعقيب ذكر تلك الأحوال بذكر أحوال هاته.
فانتقل الكلام من غرض إثبات أن النبي ( ﷺ ) موحىً إليه بالقرآن، إلى إبطال عبادة الأصنام، ومناط الإِبطال قوله :( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباءكم ما أنزل الله بها من سلطان ).
فالفاء لتفريع الاستفهام وما بعده على جملة ) أفتمارونه على ما يرى ( ( النجم : ١٢ ) المفرعة على جملة ) ما كذب الفؤاد ما رأى ( ( النجم : ١١ ).
والروية في ) أفرأيتم ( يجوز أن تكون بَصَرية تتعدّى إلى مفعول واحد فلا تطلب مفعولاً ثانياً ويكون الاستفهام تقريرياً تهكمياً، أي كيف ترون اللات


الصفحة التالية
Icon