" صفحة رقم ١١٦ "
موقع هذه الجملة ذو شعب : فإن فيها بياناً لجملة ) وما لهم به من علم ( وعوداً إلى جملة ) إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس (، وتأكيداً لمضمونها وتوطئة لتفريع ) فأعرض عن مَّن تولى عن ذكرنا ( ( النجم : ٢٩ ).
واستعير الاتّباع للأخذ بالشيء واعتقاد مقتضاه أي ما يأخذون في ذلك إلا بدليل الظن المخطىء.
وأطلق الظن على الإعتقاد المخطىء كما هو غالب إطلاقه مع قرينة قوله عقبه ) وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً ( وتقدم نظيره آنفاً.
وأظهر لفظ ) الظن ( دون ضميره لتكون الجملة مستقلة بنفسها فتسير مسير الأمثال.
ونفي الإِغناء معناه نفي الإِفادة، أي لا يفيد شيئاً من الحق فحرف ) مِن ( بيان وهو مقدم على المبينَّ أعني شيئاً.
و ) شيئاً ( منصوب على المفعول به ل ) يغني ).
والمعنى : أن الحق حقائق الأشياء على ما هي عليه وإدراكها هو العلم ( المعرف بأنه تصور المعلوم على ما هو عليه ) والظن لا يفيد ذلك الإِدراك بذاته فلو صادف الحق فذلك على وجه الصدفة والاتفاق، وخاصة الظن المخطىء كما هنا.
( ٢٩، ٣٠ )
بعد أن وصف مداركهم الباطلة وضلالهم فَرَّع عليه أمرَ نبيه ( ﷺ ) بالإِعراض عنهم ذلك لأن ما تقدم من وصف ضلالهم كان نتيجة إعراضهم عن ذكر الله وهو


الصفحة التالية
Icon