" صفحة رقم ١٨٧ "
مستعمل في معنى التحضيض على التذكر بهذه الآية واستقصاء خبرها مثل الاستفهام في قول طرفة :
إذا القوم قالوا من فتى... البيت
والتحضيض موجه إلى جميع من تبلغه هذه الآيات ومن ( زائدة للدلالة على عموم الجنس في الإِثبات على الأصح من القولين.
و ) مُدَّكر ( أصله : مُذتَكر مفتعل من الذُكر بضم الذال، وهو التفكر في الدليل فقلبت تاء الافتعال دالاً لتقارب مخرجيهما، وأدغم الذال في الدال لذلك، وقرَاءة هذه الآية مروية بخصوصها عن النبي ( ﷺ ) وتقدم في سورة يوسف ) وادَّكَر بعد أمة.
تفريع على القصة بما تضمنته من قوله :( ففتحنا أبواب السماء ( ( القمر : ١١ ) إلى آخره. و ( كيف ) للاستفهام عن حالة العذاب. وهو عذاب قوم نوح بالطوفان والاستفهام مستعمل في التعجيب من شدة هذا العذَاب الموصوف. والجملة في معنى التذييل وهو تعريض بتهديد المشركين أن يصيبهم عذاب جزاء تكذيبهم الرسول ( ﷺ ) وإعراضهم وأذاهم كما أصاب قوم نوح.
وحُذف ياء المتكلم من ) نذر ( وأصله : نُذري. وحذفها في الكلام في الوقف فصيح وكثر في القرآن عند الفواصل.
والنذر : جمع نذير الذي هو اسم مصدر أَنذر كالنذارة وتقدم آنفاً في هذه السورة وإنما جمعت لتكرر النذارة من الرسول لقومه طلباً للإِيمانهم.
لمّا كانت هذه النذارة بُلِغت بالقرآن والمشركون معرضون عن استماعه حارمين أنفسهم من فوائده ذُيّل خبرها بتنويه شأن القرآن بأنه من عند الله وأن الله يسّره