" صفحة رقم ١٩٨ "
و ) بل هو كذاب أشر ( إضراب عن ما أنكروه بقولهم :( أألقى الذكر عليه من بيننا ( أي لم ينزل الذكر عليه من بيننا بل هو كذّاب فيما ادعاه، بَطر متكبر.
و ( الأشر ) بكسر الشين وتخفيف الراء : اسم فاعل أَشِر، إذا فرح وبَطَر، والمعنى : هو معجَب بنفسه مُدَّععٍ ما ليس فيه.
مقول قول محذوف دل عليه السياق تقديره : قلنا لنذيرهم الذي دل عليه قوله :( كذبت ثمود بالنذر ( ( القمر : ٢٣ ) فإن النذر تقتضي نذيراً بها وهو المناسب لقوله بعده ) فارتقبهم واصطبر ( ( القمر : ٢٧ ) وذلك مبني على أن قوله آنفاً :( فقالوا أبشراً منا واحداً نتبعه ( ( القمر : ٢٥ ) كلام أجابوا به نِذارة صالح إيّاهم المقدرة من قوله تعالى :( كذبت ثمود بالنذر ( ( القمر : ٢٣ )، وبذلك انتظم الكلام أتم انتظام.
وقرأ الجمهور ) سيعلمون ( بياء الغيبة. وقرأ ابن عامر وحمزة ) ستعلمون ( بتاء الخطاب وهي تحتمل أن يكون هذا حكاية كلام من الله لصالح على تقدير : قلنا له : قل لهم، ففيه حذف قول. ويحتمل أن يكون خطاباً من الله لهم بتقدير : قلنا لهم ستعلمون. ويحتمل أن يكون خطاباً للمشركين على جعل الجملة معترضة.
والمراد من قوله :( غداً ( الزمن المستقبل القريب كقولهم في المثل : إن مع اليوم غداً، أي إن مع الزمن الحاضر زمناً مستقبلاً. يقال في تسلية النفس من ظلم ظالم ونحوه، وقال الطِرِمَّاح :
وقبْلَ غدٍ يَا ويحَ قلبيَ من غد
إذا راح أصحابي ولستُ برائح
يريد يوم موته.
والمراد به في الآية يوم نزول عذابهم المستقرب.
وتبيينه في قوله :( إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم ( ( القمر : ٢٧ ) الخ، أي حين يرون المعجزة


الصفحة التالية
Icon