" صفحة رقم ٢١٤ "
يثب في الدرع، ويقول :( سيهزم الجمع ويولون الدبر ( ) اه، أي لم يتبين له المراد بالجمع الذي سيُهزم ويولِّي الدبر فإنه لم يكن يومئذٍ قتال ولا كان يخطر لهم ببال.
) بل ( للإِضراب الانتقالي، وهو انتقال من الوعيد بعذاب الدنيا كما حل بالأمم قبلهم، إلى الوعيد بعذاب الآخرة. قال تعالى :( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ( ( السجدة : ٢١ )، وعذاب الآخرة أعظم فلذلك قال :( والساعة أدهى وأمر ( وقال في الآية الأخرى ) ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ( ( طه : ١٢٧ ) وفي الآية الأخرى ) ولعذاب الآخرة أخزى ( ( فصلت : ١٦ ).
و ) الساعة ( : علم بالغلبة في القرآن على يوم الجزاء.
والموعد : وقت الوعد، وهو هنا وعد سوء، أي وعيد. والإِضافة على معنى اللام أي موعد لهم. وهذا إجمال بالوعيد، ثم عطف عليه ما يفصّله وهو ) والساعة أدهى وأمر ). ووجه العطف أنه أريد جعله خبراً مستقلاً.
و ) أدهى ( : اسم تفضيل من دهاه إذا أصابه بداهية، أي الساعة أشد إصابة بداهية الخلود في النار من داهية عذاب الدنيا بالقتل والأسر.
وأمرُّ : أي أشدّ مرارة. واستعيرت المرارة للإحساس بالمكروه على طريقة تشبيه المعقول الغائب بالمحسوس المعروف.
وأعيد اسم ) الساعة ( في قوله :( والساعة أدهى ( دون أن يؤتي بضميرها لقصد التهويل، ولتكون الجملة مستقلة بنفسها فتسيرَ مسيرَ المثَل.