" صفحة رقم ٢٦٢ "
حالية، وهذه الجملة معترضة تكرير للتقرير والتوبيخ كما هو بيّن، وانشقاق السماء من أحوال الحشر، أي فإذا قامت القيامة وانشقت السماء. كما قال تعالى :( فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء ( ( الحاقة : ١٥، ١٦ ) أن قوله :( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ( ( الحاقة : ١٨ ). وهذا هو الانشقاق المذكور في قوله :( ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً الملك يومئذ الحق للرحمان في سورة الفرقان ( ٢٥، ٢٦ ).
وجملة فيومئذ لا يسأل عن ذنبه ( الخ جواب شرط ( إذا ). واقترن بالفاء لأنها صُدرت باسم زمان وهو ) يومئذٍ ( وذلك لا يصلح لدخول ( إذا ) عليه.
ومعنى ) لا يسئل عن ذنبه ( : نفي السؤال الذي يريد به السائل معرفة حصول الأمر المتردّد فيه، وهذا مثل قوله تعالى :( ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون ( ( القصص : ٧٨ ). وليس هو الذي في قوله تعالى :( فوربك لنسألنهم أجمعين عمّا كانوا يعملون ( ( الحجر : ٩٢، ٩٣ ) وقوله :( وقفوهم إنهم مسؤولون ( ( الصافات : ٢٤ )، فإن ذلك للتقرير والتوبيخ فإن يوم القيامة متسع الزمان، ففيه مواطن لا يسأل أهل الذنوب عن ذنوبهم، وفيه مواطن يسألون فيها سؤالاً تقرير وتوبيخ.
وجملة ) فبأي ألاء ربكما تكذبان ( تكرير للتقرير والتوبيخ.
هذا استئناف بياني ناشىء عن قوله :( فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان ( ( الرحمن : ٣٩ )، أي يستغنى عن سؤالهم بظهور علاماتهم للملائكة ويعرفونهم بسيماهم فيؤخذون أخذ عقاب ويساقون إلى الجزاء.
والسيما : العلامة. وتقدمت في قوله تعالى :( تعرفهم بسيماهم في آخر سورة البقرة.
و ( آل ) في بالنواصي والأقدام ( عوض عن المضاف إليه، أي بنواصيهم وأقدامهم وهو استعمال كثير في القرآن. ٦


الصفحة التالية
Icon