" صفحة رقم ٢٧٠ "
أي : كغضيض الطرف وهو الظبي.
والطمْث بفتح الطاء وسكون الميم مسيس الأنثى البِكر، أي من أبكار. وعُبِّر عن البكارة ب ) لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ( إطناباً في التحسين، وقد جاء في الآية الأخرى ) فجعلناهن أبكاراً ( ( الواقعة : ٣٦ ). وهؤلاء هن نساء الجنة لا أزواج المؤمنين اللآئي كُنَّ لهم في الدنيا لأنهن قد يكنّ طمثهم أزواج فإن الزوجة في الجنة تكون لآخر من تزوجها في الدنيا.
وقرأ الجمهور ) يطمثهن ( هنا، وفي نظيره الآتي بكسر الميم. وقرأه الدُوري عن الكسائي بضم الميم وهما لغتان في مضارع طمث. ونقل عن الكسائي : التخييرُ بين الضم والكسر.
وقوله :( إنس قبلهم ( أي لم يطمثهن أحد قبل، وقوله :( ولا جان ( تتميم واحتراس وهو إطناب دعا إليه أن الجنة دار ثواب لصالحي الإِنس والجن فلما ذكر ) إنس ( نشأ توهم أن يمَسهن جن فدفع ذلك التوهم بهذا الاحتراس.
وجملة ) كأنهن الياقوت والمرجان ( نعت أو حال من ) قاصرات الطرف ).
ووجه الشبه بالياقوت والمرجان في لون الحمرة المحمودة، أي حمرة الخدود كما يشبه الخد بالورد، ويطلق الأحمر على الأبيض فمنه حديث ( بعثتُ إلى الأحمر والأسود )، وقال عبد بني الحساس :
فلو كنت ورَداً لونُه لعشقتني
ولكن ربي شَانني بسواديا
ويجوز أن يكون التشبيه بهما في الصفاء واللمعان.
كرر ) فبأي آلاء ربكما تكذبان ( فيما علمت سابقاً.


الصفحة التالية
Icon