" صفحة رقم ٢٨٩ "
وقوله : في جنات النعيم ( خبر ثانٍ عن ) أولئك المقربون ( أو حال منه.
وإيقاعه بعد وصف ) المقربون ( مشير إلى أن مضمونه من آثار التقريب المذكور.
( ١٣، ١٤ )
اعتراض بين جملة ) في جنات النعيم ( ( الواقعة : ١٢ ) وجملة على ) سرر موضونة ( ( الواقعة : ١٥ ).
و ) ثلة ( خبر عن مبتدأ محذوف، تقديره : هم ثلة، ومعاد الضمير المقدر ( السابقون )، أي السابقون ثلة من الأولين وقليل من الآخرين.
وهذا الاعتراض يقصد منه التنويه بصنف السابقين وتفضيلهم بطريق الكناية عن ذلك بلفظي ) ثلة ( و ) قليل ( المشعرَيْن بأنهم قُلٌّ من كثر، فيستلزم ذلك أنهم صنف عزيز نفيس لما عهد في العرف من قلة الأشياء النفيسة وكقول السموأل وقيل غيرِه :
تعيرنا أنّا قليل عديدنا
فقلت لها : إن الكرام قليل
مع بشارة المسلمين بأن حظهم في هذا الصنف كحظ المؤمنين السالفين أصحاب الرسل لأن المسلمين كانوا قد سمعوا في القرآن وفي أحاديث الرسول ( ﷺ ) تنويهاً بثبات المؤمنين السالفين مع الرسل ومجاهدتهم فربما خامر نفوسهم أن تلك صفة لا تُنال بعدهم فبشرهم الله بأن لهم حظاً منها مثل قوله تعالى :( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتهم على أعقابكم إلى قوله : وكأين من نبي قاتل معه ربّيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضَعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ( ( آل عمران : ١٤٤ ١٤٦ ) وغيرها، تلهيباً للمسلمين وإذكاء لهممهم في الأخذ بما يُلحقهم بأمثال السابقين من الأولين فيستكثروا من تلك الأعمال. وفي الحديث :( لقَد كان من قبلكم يوضع المِئْشار على أحدهم فينشر إلى عظمه لا يصده ذلك عن دينه ).
والثُلَّة : بضم الثاء لا غير : اسم للجماعة من الناس مطلقاً قليلاً كانوا أو


الصفحة التالية
Icon