" صفحة رقم ٣٥٦ "
وتحذير المسلمين من الوقوع في مهواة قساوة القلوب التي وقع فيها أهل الكتاب من قبلهم من إهمال ما جاءهم من الهدى حتى قست قلوبهم وجرّ ذلك إلى الفسوق كثيراً منهم.
والتذكيرُ بالبعث. والدعوة إلى قلة الاكتراث بالحياة الفانية.
والأمر بالصبر على النوائب والتنويه بحكمة إرسال الرسل والكتب لإِقامة أمور الناس على العدل العام.
والإِيماء إلى فضل الجهاد في سبيل الله.
وتنظير رسالة محمد ( ﷺ ) برسالة نوح وإبراهيم عليهما السلام على أن في ذريتهما مهتدين وفاسقين.
وأن الله اتبعهما برسل آخرين، منهم عيسى عليه السلام الذي كان آخر رسول أرسل بشرع قبل الإسلام، وأن أتباعه كانوا على سُنة من سبقهم، منهم مؤمن ومنهم كافر.
ثم أهاب بالمسلمين أن يخلصوا الإِيمان تعريضاً بالمنافقين ووعدهم بحسن العاقبة وأن الله فضلهم على الأمم لأن الفضل بيده يُوتيه من يشاء.
افتتاح السورة بذكر تسبيح الله وتنزيهه مؤذن بأن أهم ما اشتملت عليه إثبات وصف الله بالصفات الجليلة المقتضية أنه منزّه عما ضل في شأنه أهل الضلال من وصفه بما لا يليق بجلاله، وأول التنزيه هو نفي الشريك له في الإِلهية فإن الوحدانية هي أكبر صفة ضل في كنهها المشركون والمانوية ونحْوهم من أهل التثنية وأصحاب التثليث والبراهمة، وهي الصفة التي ينبىء عنها اسمه العَلَم أعني


الصفحة التالية
Icon