" صفحة رقم ٤١ "
الإِطلاق ألا يقيهم من عذاب الله أحد بشفاعة أو معارضة.
وزيدت ) من ( في النفي لتحقيق عموم النفي وشموله، أي نفي جنس الدافع.
روى أحمد بن حنبل عن جبير بن مطعم قال :( قدمت المدينة على رسول الله ( ﷺ ) لأُكلمه في أُسارى بدر فدُفعت إليه وهو يصلِّي بأصحابه صلاة المغرب فسمعته يقرأ ) والطور ( إلى ) إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع ( فكأنما صُدع قلبي )، وفي رواية ( فأسلمت خوفاً من نزول العذاب وما كنت أظن أن أقوم من مقامي حتى يقع بي العذاب ).
( ٩ ١٢ )
يجوز أن يتعلق ) يوم تمور السماء ( بقوله :( لواقع ( ( الذاريات : ٧ ) على أنه ظرف له فيكون قوله :( فويل يومئذٍ للمكذبين ( تفريعاً على الجملة كلها ويكون العذاب عذاب الآخرة.
ويجوز أن يكون الكلام قد تم عند قوله :( إن عذاب ربك لواقع ( ( الذاريات : ٧ )، فيكون ) يوم ( متعلقاً بالكون الذي بين المبتدأ والخبر في قوله :( فويل يومئذٍ للمكذبين ( وقدم الظرف على عامله للاهتمام، فلما قدم الظرف اكتسب معنى الشرطية وهو استعمال متبع في الظروف والمجرورات التي تُقدم على عواملها فلذلك قرنت الجملة بعده بالفاء على تقدير : إن حَلَّ ذلك اليوم فويل للمكذبين.
وقوله :( يومئذٍ ( على هذا الوجه أريد به التأكيد للظرف فحصل تحقيق الخبر بطريقين طريق المجازاة، وطريق التأكيد في قوله :( يوم تمور السماء موراً ( الآية، تصريح بيوم البعث بعد أن أشير إليه تضمناً بقوله :( إن عذاب ربك لواقع ( فحصل بذلك تأكيده أيضاً.
والمور بفتح الميم وسكون الواو : التحرك باضطراب، ومور السماء هو


الصفحة التالية
Icon