" صفحة رقم ٧٦ "
عليه أداؤه، شبه طلبه أداء ما يعسر عليه بحمل الشيء الثقيل على من لا يسهل عليه حمله.
و ) مِن ( للتعليل، أي مثقلون من أجل مغرم حُمل عليهم.
والمعنى : أنك ما كلفتهم شيئاً يعطونه إياك فيكونَ ذلك سبباً لإِعْراضهم عنك تخلصاً من أداء ما يطلب منهم، أي انتفى عذر إعراضهم عن دعوتك.
هذا نظير الإِضراب والاستفهام في قوله :( أن عندهم خزائن ربك ( ( الطور : ٣٧ )، أي بل أعندهم الغيب فهم يكتبون ما يجدونه فيه ويروونه للناس ؟ أي ما عندهم الغيب حتى يكتبوه، فبعد أن رد عليهم إنكارهم الإِسلام بأنهم كالذين سألهم النبي ( ﷺ ) أجراً على تبليغها أعقبه برد آخر بأنهم كالذين أطلعوا على أن عند الله ما يخالف ما ادَّعى الرسول ( ﷺ ) إبلاغه عن الله فهم يكتبون ما أطلعوا عليه فيجدونه مخالفاً لما جاء به الرسول ( ﷺ )
قال قتادة : لما قالوا :( نتربص به ريب المنون ( ( الطور : ٣٠ ) قال الله تعالى :( أم عندهم الغيب ( أي حتى علموا متى يموت محمد، أو إلى ما يؤول إليه أمره فجعله راجعاً إلى قوله :( أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ( ( الطور : ٣٠ ). والوجه ما سمعتَه آنفاً.
والغيب هنا مصدر بمعنى الفاعل، أي ما غاب عن علم الناس.
والتعريف في ) الغيب ( تعريف الجنس وكلمة ( عند ) تؤذن بمعنى الاختصاص والاستئثار، أي استأثروا بمعرفة الغيب فعلموا ما لم يعلمه غيرهم.
والكتابة في قوله :( فهم يكتبون ( يجوز أنها مستعارة للجزم الذي لا يقبل التخلف كقوله :( كتب ربكم على نفسه الرحمة ( ( الأنعام : ٥٤ ) لأن شأن الشيء الذي يراد تحقيقه والدوام عليه أن يكتب ويسجل، كما قال الحارث بن حلزة :
وهل ينقض ما في المهارق الأهواء


الصفحة التالية
Icon