" صفحة رقم ٩٤ "
( ٤ ١٠ ) ) (
استئناف بياني لجملة ) وما ينطق عن الهوى ( ( النجم : ٣ ).
وضمير ) هو ( عائد إلى المنطوق به المأخوذ من فعل ) ينطق ( كما في قوله تعالى :( اعدلوا هو أقرب للتقوى ( ( المائدة : ٨ ) أي العدل المأخوذ من فعل ) اعْدلوا ).
ويجوز أن يعود الضمير إلى معلوم من سياق الرد عليهم لأنهم زعموا في أقوالهم المردودة بقوله :( ما ضل صاحبكم وما غوى ( ( النجم : ٢ ) زعموا القرآن سحراً، أو شعراً، أو كهانة، أو أساطير الأوّلين، أو إفكاً افتراه.
وإن كان النبي ( ﷺ ) ينطق بغير القرآن عن وحي كما في حديث الحديبية في جوابه للذي سأله : ما يفعل المعتمر ؟ وكقوله :( إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها )، ومثل جميع الأحاديث القدسية التي فيها قال الله تعالى ونحوه.
وفي ( سنن أبي داود ) و ( الترمذي ) من حديث المقدام بن معد يكرب قال رسول الله ( ﷺ ) ( إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته، يقول : عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحِلُّوه وما وجدتم فيه من حرام فحرّموه ).
وقد ينطق عن اجتهاد كأمره بكسر القدور التي طبخت فيها الحُمُر الأهلية فقيل له : أو نُهريقها ونغسلها ؟ فقال :( أو ذاك ).
فهذه الآية بمعزل عن إيرادها في الاحتجاج لجواز الاجتهاد للنبيء ( ﷺ ) لأنها كان نزولها في أول أمر الإِسلام وإن كان الأصح أن يجوز له الاجتهاد وأنه وقع منه وهي من مسائل أصول الفقه.
والوحي تقدم عند قوله تعالى :( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح ( في سورة


الصفحة التالية
Icon