" صفحة رقم ١٦٤ "
وقد تقدم أن عمر طلق زوجتيه قُريبَة وأمَّ جرول، فلم تكونا ممن لحقن بالمشركين، وإنما بقيتا بمكة إلى أن طلقهما عمر. وأحسب أن جميعهن إنما طلقهن أزواجهن عند نزول قوله تعالى :( ولا تمسكوا بعصم الكوافر ( ( الممتحنة : ١٠ ).
والتذييل بقوله :( واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون ( تحريض للمسلمين على الوفاء بما أمرهم الله وأن لا يصدّهم عن الوفاء ببعضه معاملة المشركين لهم بالجور وقلة النصفة، فأمر بأن يؤدي المسلمون لإِخوانهم مهور النساء اللاء فارقوهن ولم يرض المشركون بإعطائهم مهورهن ولذلك اتبع اسم الجلالة بوصف ) الذي أنتم به مؤمنون ( لأن الإِيمان يبعث على التقوى والمشركون لمّا لم يؤمنوا بما أمر الله انتفى منهم وازع الإِنصاف، أي فلا تكونوا مثلهم.
والجملة الاسمية في الصلة للدلالة على ثبات إيمانهم.
هذه تكملة لامتحان النساء المتقدم ذكره في قوله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الآية ( ( الممتحنة : ١٠ ). وبيان لتفصيل آثاره. فكأنه يقول : فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهنّ إلى الكفار وبَينُوا لهن شرائع الإِسلام. وآية الامتحان عقب صلح الحديبية في شأن من هاجرن من مكة إلى المدينة بعد الصلح وهن : أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وسبيعة الأسلمية، وأميمة بنت بشر، وزينب بنت رسول الله ( ﷺ ) فلا صحة للأخبار التي تقول : إن الآية نزلت في فتح مكة ومنشؤها التخليط في الحوادث واشتباه المكرر بالآنف.
روى البخاري ومسلم عن عائشة : أن رسول الله ( ﷺ ) كان يمتحن من هاجر


الصفحة التالية
Icon