" صفحة رقم ٢٢٧ "
ويجوز كون ) مِن ( للظرفية مثل التي في قوله تعالى :( أروني ماذا خلقوا من الأرض ( ( فاطر : ٤٠ )، أي فيها من المخلوقات الأرضية.
والإِشارة ب ) ذلكم ( إلى المذكور، أي ما ذُكر من أمر بالسعي إليها، وأمر بترك البيع حينئذٍ، أي ذلك خير لكم مما يحصل لكم من البيوعات. فلفظ ) خير ( اسم تفضيل أصله : أخير، حذفت همزته لكثرة الاستعمال. والمفضل عليه محذوف لدلالة الكلام عليه. والمفضل : الصلاة، أي ثوابها. والمفضل عليه : منافع البيع للبائع والمشتري.
وإنما أعقب بقوله تعالى :( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ( تنبيهاً على أن لهم سعة من النهار يجعلونها للبيع ونحوه من ابتغاء أسباب المعاش فلا يأخذوا ذلك من وقت الصلاة، وذكر الله. والأمر في ) فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ( للإباحة.
والمراد ب ) فضل الله ( : اكتساب المال والرزق.
وأما قوله :( واذكروا الله كثيراً ( فهو احتراس من الانصباب في أشغال الدنيا انصباباً ينسي ذكر الله، أو يشغل عن الصلوات فإن الفلاح في الإِقبال على مرضاة الله تعالى.
عطف على جملة ) إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ( ( الجمعة : ٩ ) الآية. عُطف التوبيخ على ترك المأمور به بعد ذكر الأمر وسُلكت في المعطوفة طريقة الالتفات لخطاب النبي ( ﷺ ) إيذاناً بأنهم أحرياء أن يصرف للخطاب عنهم فحرموا من عز الحضور. وأخبر عنهم بحال الغائبين، وفيه تعريض بالتوبيخ.
ومقتضى الظاهر أن يقال : وإذا رأيتم تجارة أو لهواً فلا تنفضّوا إليها. ومن


الصفحة التالية
Icon